في خطوة علمية بارزة تسهم في تعزيز الجهاز المناعي ضد الخلايا السرطانية، طور باحثون من جامعة كولومبيا البريطانية تصميماً مبتكرًا للأجسام المضادة، قادرًا على مضاعفة قدرة الجهاز المناعي على التعرف على الخلايا السرطانية وقتلها بشكل أكثر فاعلية.
تصميم مبتكر يضاعف الاستجابة المناعية
أوضح العلماء أن هذا التصميم الجديد يعتمد على تغيير البنية الجزيئية للأجسام المضادة التقليدية، بحيث تكون أكثر مرونة في التفاعل مع الخلايا المناعية، حيث نجحت الأجسام المضادة الجديدة في مضاعفة قدرتها على تنشيط نوع خاص من الخلايا المناعية يُعرف باسم الخلايا القاتلة الطبيعية (NK cells)، والتي تلعب دورًا محوريًا في مهاجمة الخلايا المصابة أو السرطانية.
تعرف على: تأثير الصيام المناعي.. يعيد تشكيل الجهاز المناعي ويعزز دفاعات الجسم
تعزيز الجهاز المناعي عبر التفاعل الثلاثي
الميزة الأهم في هذا التصميم تكمن في قدرته على تشكيل تفاعل ثلاثي بين الخلية المناعية والجسم المضاد والخلية السرطانية، مما يعزز من فعالية الاستهداف ويوجه الاستجابة المناعية بشكل أكثر دقة، وتُعرف هذه التقنية باسم “TriFab”، وهي تمثل تطورًا عن تصميمات الأجسام المضادة ثنائية التفاعل المستخدمة حاليًا.
خطوة نحو علاج أكثر دقة وأقل آثارًا
ترى الباحثة الرئيسية في الدراسة الدكتورة سوزان فليتشر من جامعة كولومبيا البريطانية، أن هذا النهج الجديد قد يُحدث تحولًا جذريًا في علاجات السرطان المستقبلية، حيث يركز على تعزيز الجهاز المناعي ذاته بدلاً من الاعتماد فقط على الأدوية الكيميائية، كما أشارت إلى أن هذه التقنية قد تُسهم في تقليل الآثار الجانبية للعلاج وتحسين نوعية حياة المرضى.
آفاق بحثية مستقبلية
رغم أن نتائج الدراسة لا تزال في مراحلها الأولى، إلا أن فريق البحث يعتزم الانتقال قريبًا إلى التجارب السريرية لتقييم فاعلية هذه الأجسام المضادة الجديدة لدى البشر، ويأمل العلماء أن يكون هذا النهج أداة جديدة في ترسانة علاج الأورام الخبيثة، خاصة تلك المقاومة للعلاجات التقليدية.