يُعد التغير المناخي أحد أكبر التحديات التي تواجه البشرية حيث تُظهر التقارير العلمية ارتفاعًا مقلقًا في درجات الحرارة العالمية وتفاقم الظواهر الجوية المتطرفة، لكن هل هناك تقدم ملموس في مواجهة هذه الأزمة؟ نعم حيث تُشير الجهود الدولية إلى خطوات واعدة في تقليل الانبعاثات وتعزيز الطاقة المتجددة، وفيما يلي نستعرض التقدم المحرز في مجال التغير المناخي والأخطار التي حذر منها العلماء، والعوامل المسببة، وأبرز المؤتمرات التي شكلت نقطة تحول في هذا المجال.
ما هو التقدم المحرز في مجال التغير المناخي؟
شهد العقد الأخير تقدمًا ملحوظًا في مكافحة التغير المناخي، إذ انخفضت انبعاثات الكربون العالمية بنسبة 7% بين 2019 و2023 بفضل التحول إلى الطاقة المتجددة، حيث ارتفعت حصة الطاقة الشمسية وطاقة الرياح إلى 12% من إجمالي إنتاج الكهرباء العالمي، ودول مثل الاتحاد الأوروبي والصين التزمت بخفض الانبعاثات بنسبة 55% و60% على التوالي بحلول 2030.
كما زادت الاستثمارات في تقنيات إزالة الكربون بنسبة 40% مع تطوير مشاريع لاحتجاز الكربون في النرويج وكندا، وبرامج إعادة التشجير في إثيوبيا زرعت 4 مليارات شجرة منذ 2019، مما يُساعد في امتصاص 2 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون سنويًا.
ما هو التغير المناخي الذي حذر منه العلماء؟
يُحذر العلماء من ارتفاع درجة حرارة الأرض بأكثر من 1.5 درجة مئوية مقارنة بمستويات ما قبل الصناعة، مما قد يُؤدي إلى خطر جسيم وهو ذوبان الجليد القطبي بنسبة 70% بحلول 2100 وارتفاع مستوى البحر بمقدار 1-2 متر مما يُهدد المدن الساحلية، كما تتوقع الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC) زيادة في العواصف الاستوائية بنسبة 20%، والجفاف في المناطق شبه القاحلة بنسبة 30%. هذه التغيرات تُهدد الأمن الغذائي حيث قد تنخفض محاصيل القمح والذرة بنسبة 15% بحلول 2050 إذا استمر الوضع الحالي، وهذا يوضح أهمية التقدم المحرز في مجال التغير المناخي ودوره في تجنب العديد من الكوارث.
تعرف على: بسبب تغير المناخ.. دراسة تتوقع زيادة الوفيات في أوروبا مع نهاية القرن الحالي
ما العوامل التي تؤدي إلى تغير المناخ؟
تُعد الأنشطة البشرية المصدر الأساسي للتغير المناخي حيث تُسهم حرق الوقود الأحفوري والذي يشمل (الفحم، النفط، الغاز) بنسبة 75% من انبعاثات غازات الدفيئة مثل ثاني أكسيد الكربون والميثان، وأيضًا إزالة الغابات تُقلل امتصاص الكربون بنسبة 20% بينما تُنتج الزراعة وتربية الماشية 14% من الميثان العالمي، والصناعات الثقيلة مثل الأسمنت والصلب تُساهم بنسبة 10% من الانبعاثات، كما تُؤدي النفايات غير المُدارة إلى إطلاق الميثان أثناء التحلل، وعليه فإن التقدم المحرز في مجال التغير المناخي يعتمد على تقليل هذه العوامل عبر التحول إلى اقتصاد منخفض الكربون.
ما هي أهم المؤتمرات التي عقدت في مجال التغير المناخي؟
شكلت مؤتمرات التغير المناخي نقاط تحول رئيسية أبرزها مؤتمر كيوتو (1997) والذي وضع أول أهداف ملزمة لخفض الانبعاثات بنسبة 5% للدول المتقدمة، ومؤتمر كوبنهاغن (2009) شهد التزام الدول بتقليل الانبعاثات لكنه للأسف لم يحقق أهدافًا ملزمة.
ولكن اتفاق باريس (2015) كان الأكثر تأثيرًا حيث وافقت 196 دولة على الحد من الاحترار العالمي إلى أقل من 2 درجة مئوية مع خطط وطنية لخفض الانبعاثات، ومؤتمر جلاسكو (COP26، 2021) عزز الالتزام بخفض الميثان بنسبة 30% بحلول 2030، وأحدث مؤتمر ناقش التقدم المحرز في مجال التغير المناخي هو مؤتمر شرم الشيخ (COP27، 2022) والذي أسس صندوقًا لتعويض الدول المتضررة من التغير المناخي.