كشف باحثون من جامعة كاليفورنيا في سان دييغو عن الآليات التي تتحول بها الخلايا الجذعية السليمة إلى خلايا سرطانية في المراحل المبكرة من سرطان الفم، ويعد هذا النوع من السرطان، المعروف بسرطان الخلايا الحرشفية في الرأس والرقبة، من أكثر أنواع السرطانات انتشارًا، حيث يؤثر على الفم والحلق والأنف والجيوب الأنفية، وأظهرت الدراسة أن تنشيط بروتين YAP، المسؤول عن تعزيز نمو الخلايا الجذعية، بالتزامن مع جينات فيروس الورم الحليمي البشري (HPV)، يؤدي إلى سلسلة من التغيرات الجزيئية والخلوية، هذه التغيرات تعيد برمجة الخلايا الجذعية الطبيعية إلى خلايا سرطانية، وتم التوصل إلى هذه النتائج باستخدام نماذج الفئران وتقنيات حديثة تتبع التحولات الخلوية بدقة على مستوى الخلية الفردية.
سر نشأة سرطان الفم
وتعد هذه الدراسة الأولى من نوعها التي تستخدم تقنيات متقدمة مثل تتبع الخلايا لمراقبة تطورها عبر الزمن، والتحليل المتعدد الأوميكس لدراسة الجوانب الجينية والبيولوجية المرتبطة بتحولات الخلايا، وهذا النهج المتكامل يوفر صورة شاملة عن العمليات البيولوجية والمرضية التي تؤدي إلى نشأة السرطان.
وقال الدكتور “ج. سيلفيو غوتكيند”، المعد الرئيسي للدراسة وأستاذ علم الأدوية بجامعة كاليفورنيا سان دييغو: “هذه الدراسة مكنتنا من فهم كيف تتحول الخلايا من حالتها الطبيعية إلى حالة سرطانية، مما يساعد في التعرف على المراحل المبكرة جدًا لتطور الأورام، وليس فقط مراحلها النهائية”.
وتوصل الباحثون في الدراسة التي نشرت في مجلة (Nature Communications) إلى أن تنشيط (YAP) مع جينات (HPV) أدى إلى تطور السرطان في غضون 10 أيام فقط، فقدان هوية الخلية الطبيعية، مما جعلها أكثر قدرة على الحركة والغزو، كما أدى إلى تحفيز تكاثر الخلايا السرطانية بشكل غير منضبط عبر تعزيز المسارات الجينية المرتبطة بنموها، وإفراز عوامل تؤثر على الجهاز المناعي، مما يساعد الخلايا السرطانية على التهرب من المناعة وغزو الأنسجة المحيطة.
اقرأ أيضًا أخطرها سرطان الفم.. كيف تقي أسنانك من أخطر 10 مشكلات شائعة؟
تطور سرطان الفم
ويسعى الباحثون حاليًا إلى دراسة آلية تطور سرطانات الفم غير المرتبطة بفيروس الورم الحليمي البشري، والتي تعد أكثر شيوعًا بين المدخنين وكبار السن، كما يتم استكشاف مثبطات (YAP) كعلاجات محتملة، ومن بين العلاجات الواعدة الميتفورمين، وهو دواء شائع ورخيص يستخدم في علاج السكري.