شهدت المملكة المتحدة في الآونة الأخيرة زيادة ملحوظة في حالات الإصابة بفيروس “نورو”، المعروف أيضًا بفيروس “القيء الشتوي”، الذي يُسبب أعراضًا شديدة تشمل الإسهال والقيء، مما يشكل ضغطًا إضافيًا على النظام الصحي البريطاني، الذي يعاني بالفعل من تفشي الإنفلونزا، ومن الملاحظ أن حالات الإصابة قد ارتفعت بنسبة 40% مقارنة بالأعوام السابقة، ما أثار قلقًا متزايدًا في الأوساط الطبية.
كيف ينتقل الفيروس؟
قال الدكتور يسري البندي استشاري الباطنة والحميات، إن فيروس “نورو” من أكثر الفيروسات المعدية، إذ ينتقل بسرعة من شخص لآخر عن طريق التلامس المباشر مع الأشخاص المصابين أو الأسطح الملوثة.
ونبه الدكتور يسري البندي، إلى أن معقمات اليدين الكحولية لا تكفي للقضاء على الفيروس، ناصحًا باستخدام الماء والصابون لغسل اليدين بشكل جيد، حيث أن الماء يساعد في تحطيم الغلاف البروتيني للفيروس ويعطله.

مدة بقاء الفيروس في الملابس
وأشار استشاري الباطنة والحميات، إلى أن الفيروس يمكن أن يعيش على الملابس والمنسوجات لمدة طويلة تصل إلى شهر، مما يزيد من مخاطر انتشار العدوى، قائلًا إن الأثاث المُنَجد مثل الأرائك والستائر يعد مصدرًا محتملاً آخر لانتقال الفيروس، علاوة على أن الملابس الملوثة يمكن أن تعمل مثل “طبق بتري” يحفظ الفيروس لفترة طويلة، موصيًا باستخدام منظفات تحتوي على إنزيمات لتدمير الفيروس، بالإضافة إلى غسل الملابس في الماء الساخن وتعرضها لدرجات حرارة عالية أثناء التجفيف.
ضغط إضافي على المستشفيات
وفقا لإحصاءات وكالة الصحة العامة البريطانية (UKHSA)، سجلت المملكة المتحدة أكثر من 4,500 حالة إصابة بفيروس “نورو” هذا العام، مقارنة بـ 2,000 حالة فقط في نفس الفترة من العام الماضي، وبالنظر إلى تفشي الفيروس بشكل واسع، شهدت المستشفيات زيادة في أعداد المرضى الذين يحتاجون إلى رعاية خاصة، مما أدي إلى ضغط إضافي على الأسرّة في المستشفيات، والتي بلغت 528 سريرًا في اليوم الواحد، مما دفع بعض المستشفيات إلى إغلاق بعض الأجنحة في بعض الحالات للحد من انتشار الفيروس.
اقرأ أيضًا: فيروس جدري القرود يهدد الكونغو.. وفاة 1267 شخصًا في 2024

العلاج المنزلي من فيروس نورو
وتابع أن أعراض فيروس “نورو” مثل القيء والإسهال عادةً ما تستمر لمدة تتراوح من يوم إلى يومين، ولا يحتاج أغلب المصابين إلى استشارة طبية، ولكن يوصى بالراحة التامة وشرب كميات كبيرة من السوائل لتعويض ما يفقده الجسم من ماء وأملاح.
اقرأ أيضًا: تأثير فيروس كورونا على الكلى.. مضاعفات صحية تهدد حياتك
من جانبه قال الدكتور رمضان الدوماني، عميد كلية الصيدلة والتصنيع الدوائي، إنه يمكن تناول أدوية خافضة للحرارة مثل الباراسيتامول للتخفيف من الأعراض، ناصحًا بتناول مشروبات الإماهة لتعويض السوائل المفقودة، مع تجنب المشروبات التي تحتوي على السكر أو العصائر التي قد تزيد من شدة الإسهال.
الوقاية من انتشار العدوى في المنازل
ولمنع انتقال الفيروس داخل المنزل، نصح الدكتور رمضان الدوماني، بتنظيف الأسطح الملوثة جيدًا باستخدام منتجات مضادة للفيروسات، وتنظيف السجاد أو الأثاث الذي تعرض للتلوث باستخدام صودا الخبز أو عبر التنظيف بالبخار باستخدام مطهرات مناسبة محذرًا من استخدام المكنسة الكهربائية مباشرة على المناطق الملوثة لتجنب انتقال الفيروس عبر الهواء.
