في إنجاز طبي رائد أعلن باحثون من جامعة أوسلو في النرويج عن تطوير مضاد فيروسي جديد يُظهر نتائج واعدة في مكافحة الفيروسات المعوية، هذه المجموعة من الفيروسات التي تُسبب أمراضًا تتراوح من نزلات البرد إلى التهاب السحايا وشلل الأطفال، تصيب ملايين الأشخاص سنويًا، نُشرت الدراسة في 15 أبريل 2025، وتُقدم أملًا في علاج فعال لهذه الإصابات التي لا يوجد لها علاج معتمد حتى الآن، يُجرى هذا البحث في النرويج، مما يُعزز الجهود العالمية للحد من تأثير الفيروسات المعوية.
مضاد فيروسي جديد لمكافحة الفيروسات المعوية
طوّر فريق البحث بقيادة علماء من جامعة أوسلو، مزيجًا دوائيًا يجمع بين عدة مركبات مضادة للفيروسات لاستهداف الفيروسات المعوية، أظهرت التجارب المخبرية أن هذه التركيبة تُعطل دورة حياة الفيروس، مما يمنعه من التكاثر داخل الخلايا البشرية، وفقًا للدراسة، حقق المزيج الدوائي نجاحًا بنسبة 95% في تثبيط نمو الفيروسات في الخلايا المصابة، يُعد هذا النهج فريدًا لأنه يستهدف أكثر من 100 نوع معروف من الفيروسات المعوية، مما يجعله حلاً شاملاً لمجموعة واسعة من الأمراض.
تعرف على: البكتيريا المعوية تتحكم في طول الأطفال.. دراسة صينية تكشف أسرارًا مذهلة
تأثير الفيروسات المعوية على الصحة العامة
تُسبب الفيروسات المعوية، مثل فيروس الكوكساكي وفيروس الإيكو، ملايين الإصابات سنويًا، تتراوح من أعراض خفيفة إلى حالات خطيرة، تُشير تقارير منظمة الصحة العالمية إلى أن هذه الفيروسات تُصيب حوالي 3 مليارات شخص سنويًا، مع ما يقرب من 10% من الحالات تتطلب دخول المستشفى بسبب مضاعفات مثل التهاب عضلة القلب أو التهاب السحايا، في الولايات المتحدة، تُكلف هذه الإصابات النظام الصحي أكثر من 7 مليارات دولار سنويًا، مما يُبرز الحاجة الملحة إلى مضاد فيروسي جديد للحد من هذا العبء.
مزايا اكتشاف مضاد فيروسي جديد مقارنة بالحلول الحالية
على عكس العلاجات الحالية التي تعتمد على تخفيف الأعراض فقط، يُقدم المضاد الفيروسي الجديد نهجًا استباقيًا يهاجم الفيروس مباشرة، يُشير الباحثون في جامعة أوسلو إلى أن هذا المزيج الدوائي يُقلل من مخاطر تطور مقاومة الفيروسات للعلاج، وهي مشكلة شائعة في العلاجات أحادية الدواء، كما أظهرت التجارب أن التركيبة تُحافظ على فعاليتها ضد السلالات المتحورة، مما يجعلها خيارًا مستدامًا للاستخدام طويل الأمد، يُجرى حاليًا تقييم السلامة في مختبرات النرويج تمهيدًا للتجارب البشرية.
تحديات وتوقعات المستقبل
رغم النتائج المشجعة يواجه الفريق تحديات مثل الحاجة إلى تجارب سريرية واسعة النطاق لتأكيد فعالية المضاد الفيروسي الجديد على البشر، يُخطط الباحثون لإطلاق المرحلة الأولى من التجارب البشرية بحلول عام 2026، كما يُثير الخبراء تساؤلات حول تكلفة إنتاج هذا العلاج وكيفية توفيره في الدول منخفضة الدخل ومع ذلك، يُعبر فريق جامعة أوسلو عن تفاؤل، مشيرين إلى أن هذا الاكتشاف يُمكن أن يُغير المشهد العلاجي للفيروسات المعوية وفقًا لتصريحات الفريق البحثي