في تقرير علمي جديد صدر عن باحثين من جامعة برمنغهام في المملكة المتحدة، حذر العلماء من تنامي خطر فيروس “جدري القردة” (Mpox) وتحوله إلى تهديد وبائي وجائحة عالمية محتملة، وذلك في ضوء تصاعد أعداد الإصابات عالميًا وظهور طفرات جديدة أكثر قدرة على الانتقال بين البشر.
تحورات جينية تزيد من قدرة انتشار جدري القردة
أظهرت الدراسة، التي نُشرت في مجلة “The Lancet Infectious Diseases”، أن الفيروس قد خضع لتحورات جينية متكررة منذ عام 2022، ما أدى إلى زيادة كفاءته في إصابة البشر، خصوصًا في المجتمعات التي لا تحصل على تطعيمات وقائية ضد الجدري، وهو ما يُثير القلق حول سرعة انتشاره في البيئات غير المحصنة.
تغيُّر في نمط الانتقال
خلافًا لما كان معروفًا سابقًا عن جدري القردة بأنه فيروس ينتقل عبر الحيوانات أو التلامس المباشر، فقد كشفت الدراسة أن أنماط الانتقال تغيرت وأصبحت تشمل عدوى عبر الهواء والملامسة غير المباشرة، وهو ما يضاعف من فرص التفشي السريع في المدن المزدحمة والمناطق ذات الكثافة السكانية العالية.
تراجع مناعة المجتمع
أحد أبرز المخاطر التي أشار إليها الباحثون هو تراجع مناعة المجتمع ضد الجدري بعد وقف برامج التطعيم العالمية في ثمانينيات القرن الماضي، إذ أن لقاح الجدري كان يوفر حماية جزئية من فيروس جدري القردة، ما يجعل الأجيال الحالية أكثر عرضة للإصابة والانتشار.
تعرف على: “66 ضحية”.. تسجيل 14,700 حالة إصابة بمرض جدري القرود في أفريقيا
ضرورة تحرك عالمي عاجل
الدكتور إدوارد باركر، المؤلف الرئيسي للدراسة، شدد على أهمية الاستجابة الصحية العالمية المنسقة، مشيرًا إلى أن الفرصة ما زالت سانحة لاحتواء الفيروس قبل تحول جدري القردة إلى جائحة، وذلك عبر تطبيق استراتيجيات مراقبة دقيقة، والتوسع في حملات التوعية المجتمعية، وتحديث لقاحات الجدري التقليدية لتشمل سلالات Mpox الجديدة.
دروس مستفادة من كوفيد-19
أكد الباحثون أن العالم لا يزال يعيش آثار جائحة كوفيد-19، وأن تجاهل إشارات الإنذار في المراحل المبكرة يمكن أن يؤدي إلى كارثة صحية جديدة، مشيرين إلى أهمية استخدام التكنولوجيا الحديثة لرصد التفشي الجغرافي للفيروس، وتوفير الدعم للدول النامية في مجال الاختبارات والعلاج.