هل تشعرين بالنعاس والإرهاق لعدة أيام قبل بدء الدورة الشهرية؟ تشير دراسة جديدة إلى أن التقلبات في النوم وتغير المزاج قد تكون مرتبطة بالدورة الشهرية، وفي الدراسة، طلب العلماء من 51 امرأة سليمة تتراوح أعمارهن بين 18 و35 عامًا ارتداء أجهزة تتبع النوم واستكمال مذكرات يومية تسجل نومهن وعواطفهن على مدار دورتين شهريتين.
أرق في فترة ما قبل الدورة الشهرية
وفي الأيام التي سبقت بدء دورتهن الشهرية -وهي الفترة المعروفة بمرحلة ما قبل الحيض في الدورات الشهرية- عانت المشاركات من المزيد من الاستيقاظ في الليل وقضين وقتًا أقل في السرير، كما أبلغن عن مشاعر غضب متزايدة وعواطف إيجابية أقل مثل السعادة والهدوء والحماس، وفقًا لنتائج الدراسة المنشورة في مجلة أبحاث النوم.
وتقول “جيسيكا ميرز”، مؤلفة الدراسة الرئيسية، الحاصلة على شهادة البورد في طب النوم، وهي طبيبة نفسية إكلينيكية في كلية بايلور للطب في هيوستن: “أعتقد أن العديد من النساء سيقلن إن النتائج المتعلقة بالمزاج والنوم ليست مفاجئة على الإطلاق، بل إن بعضهن قد يشعرن بالثقة في أن تجاربهن موثقة علميًا”.
اقرأ أيضًا الاكتئاب وآلام الدورة الشهرية.. دراسة تكشف العلاقة الوراثية الخفية
قلة النوم تحد من المشاعر الإيجابية
وتضيف ميرز أن الأمر الأكثر إثارة للدهشة هو الارتباط بين اضطراب النوم وتدهور الحالة المزاجية أثناء مرحلة ما قبل الحيض، “في كثير من الأحيان، نسمع كيف يتأثر المزاج السلبي بالنوم ومشاكل الدورة الشهرية، لا نفكر غالبًا في الكيفية التي قد نختبر بها في الواقع مشاعر إيجابية أقل بدلاً من زيادة المشاعر السلبية عندما لا نحصل على قسط كافٍ من النوم”.
ورغم أن الدراسة لم تكن مصممة لتحديد سبب ارتباط التغيرات في النوم أو الحالة المزاجية بالدورة الشهرية، فمن المحتمل أن تفسر الزيادات السريعة في هرمون البروجسترون التناسلي قبل الدورة الشهرية بعض هذه الارتباطات، كما تقول ميرز، ويمكن لمستويات البروجسترون المرتفعة أن تنتج زيادات طفيفة في درجة حرارة الجسم يمكن أن تعطل النوم.
وكشفت ميرز: “قد لا تكون هذه التغيرات في درجة حرارة الجسم كافية للشعور بها بالفعل، ولكنها قد تكون كافية فقط للتسبب في بعض اضطرابات النوم، وعندما يقترن ذلك بأعراض أخرى مثل آلام الدورة الشهرية والانتفاخ وما إلى ذلك، فإن هذا يمهد الطريق لتغييرات ملحوظة في النوم، وتشير هذه الدراسة إلى أن هذه التغييرات في النوم تستمر بعد ذلك في إحداث تأثيرات لاحقة على المشاعر الإيجابية”.
وتقول لورا باين، طبيبة نفسية سريرية في مستشفى ماكلين وأستاذة مساعدة في علم النفس في كلية الطب بجامعة هارفارد في بوسطن، والتي لم تشارك في الدراسة الجديدة: “بالنسبة لأولئك الذين يتناولون وسائل منع الحمل الهرمونية، قد يكون هناك خطر أقل لتغيرات المزاج والنوم، لأن وسائل منع الحمل الهرمونية تحافظ على هرموناتكِ مستقرة نسبيًا، على الرغم من أن العديد من النساء لا يزلن يعانين من بعض التغيرات في المزاج والنوم حتى مع العلاجات الهرمونية”.