في تحذير طبي يستحق الانتباه، كشفت دراسة حديثة عن ارتباط الاستخدام طويل الأمد للكورتيكوستيرويدات المستنشقة بزيادة المخاطر الصحية لدى مرضى الانسداد الرئوي المزمن، حيث أُجريت الأبحاث في كندا، مما يدفع الأطباء والمرضى لإعادة التفكير في هذا العلاج الشائع، فما الذي اكتشفه العلماء وكيف يمكننا حماية المرضى؟
المخاطر الصحية المرتبطة بالكورتيكوستيرويدات
أظهرت الدراسة الكندية أن الكورتيكوستيرويدات المستنشقة تزيد من مخاطر الإصابة بالالتهاب الرئوي بنسبة 20% بين مرضى الانسداد الرئوي، بالإضافة إلى ارتفاع في حالات هشاشة العظام بنسبة 15% ومشكلات ضغط الدم لدى 10% من المستخدمين، وهذه الإحصائيات تثير قلقًا حول الاستخدام المطول لهذه الأدوية التي تُعتبر أساسية في علاج أمراض التنفس.
لماذا تسبب الكورتيكوستيرويدات المستنشقة هذه المشكلات؟
تعمل هذه الأدوية على تقليل الالتهاب في الشعب الهوائية، مما يساعد على تحسين التنفس، لكن الاستخدام المستمر يضعف جهاز المناعة، مما يجعل الجسم أكثر عرضة للعدوى مثل الالتهاب الرئوي، كما أن تراكم الجرعات يؤثر على الكالسيوم في العظام والتوازن الهرموني، وهذا ما لاحظه الباحثون على مدى 5 سنوات من المتابعة، مما يجعل الكورتيكوستيرويدات المستنشقة تحت المجهر.
نصائح للمرضى والبدائل المحتملة
يحث الباحثون مرضى الانسداد الرئوي على مراجعة أطبائهم لتقييم ضرورة الاستمرار في استخدام الكورتيكوستيرويدات المستنشقة، حيث يمكن تقليل الجرعات أو استبدالها بعلاجات أخرى مثل موسعات الشعب الهوائية في بعض الحالات، وهذا النهج قد يحد من المخاطر مع الحفاظ على فعالية العلاج، فهل حان الوقت لتغيير الخطة العلاجية؟
تعرف على: أفضل استراتيجية تُساهم في علاج الانصمام الرئوي.. تعرف عليها
مستقبل علاج الانسداد الرئوي
مع هذه النتائج المقلقة، يتجه العلماء نحو تطوير بدائل أكثر أمانًا مثل العلاجات البيولوجية أو الأدوية الموجهة، مما قد يقلل الاعتماد على الكورتيكوستيرويدات المستنشقة في السنوات القادمة، وهذا التحول قد يحسن جودة حياة المرضى ويقلل من المضاعفات غير المرغوب فيها، مما يجعل هذا البحث نقطة تحول في الطب التنفسي.
شهادات من المرضى
تحدث أحد المرضى وهو رجل يبلغ 58 عامًا من تورنتو، عن تجربته مع الكورتيكوستيرويدات المستنشقة، مشيرًا إلى أنه عانى من التهاب رئوي مرتين خلال عامين، وهذه القصص تؤكد الحاجة إلى حلول جديدة لتجنب المخاطر المرتبطة بهذه الأدوية.