أكد الدكتور أحمد طه، رئيس الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية بمصر، أن المضاعفات الجراحية تؤثر على ما يصل إلى سبعة ملايين مريض سنويًا على مستوى العالم، على الرغم من أنه يمكن تفادي العديد منها إذا ما تم الالتزام بمعايير الجودة داخل المستشفيات، كما أن أخطاء العلاج بالأدوية تمثل تحديًا كبيرًا، حيث تؤدي إلى خسائر اقتصادية عالمية تُقدر بحوالي 42 مليار دولار سنويًا، وأضاف طه أن الإحصائيات تشير إلى أنه في الدول منخفضة ومتوسطة الدخل، يعاني 15% من المرضى من عدوى مكتسبة أثناء تلقي الرعاية الصحية داخل المستشفيات، وهو تحدٍ يتطلب استراتيجيات فعالة لمكافحة العدوى داخل هذه المنشآت الصحية.
وجاء ذلك، خلال مشاركته بفعاليات الدورة الثالثة من معرض ومؤتمر “المنامة هيلث” الذي تستضيفه مملكة البحرين بهدف دعم الشراكات بين الشركات البحرينية والإقليمية والدولية في مجالات الصناعات الطبية وتعزيز الابتكار في القطاع الصحي، وذلك بحضور الفريق طبيب الشيخ محمد بن عبدالله آل خليفة، رئيس المجلس الأعلى للصحة، والدكتورة جليلة بنت السيد جواد حسن وزيرة الصحة البحرينية، والسفيرة ريهام عبد الحميد، سفيرة مصر بالبحرين، ونخبة من خبراء الصحة عربيًا وعالميًا.
وفي معرض حديثه، استعرض الدكتور طه التحديات العالمية المرتبطة بسلامة المرضى، مشيرًا إلى الأرقام الصادمة وفقًا لأحدث تقارير منظمة الصحة العالمية عن سلامة المرضى الصادر في مايو 2024، موضحًا أن واحدًا من كل عشرة مرضى على مستوى العالم يتعرض للأذى أثناء تلقي الرعاية الصحية بالمنشآت الصحية، ما يجعل الضرر الذي يلحق بالمرضى داخل هذه المنشآت أحد أبرز أسباب الوفيات والاعتلالات الصحية، كما أن أكثر من نصف هذه الحوادث يمكن الوقاية منها إذا ما تم تطبيق معايير السلامة والجودة بصرامة.
وأكد الدكتور طه أن هذه الأرقام تكشف حجم التحديات التي تواجه النظم الصحية عالميًا، سواء على المستوى الصحي أو الاقتصادي، مشددًا على أهمية الاستثمار في تعزيز معايير الجودة والسلامة لتقليل الضرر وتحسين كفاءة النظم الصحية، للمساهمة في رقي المنشآت الصحية.
وأضاف طه أن التحديات الاقتصادية العالمية الراهنة تستوجب التزامًا متزايدًا بمعايير جودة الرعاية الصحية، مشيرًا إلى أن تحسين الكفاءة وترشيد الإنفاق الصحي باتا ضرورة مُلحة لتقليل الهدر وضمان استدامة النظم الصحية في مواجهة المتغيرات الاقتصادية المتسارعة.
ومن جانبها، أشارت الدكتورة مريم عذبي الجلاهمة، الرئيس التنفيذي للمستشفيات الحكومية ورئيسة المؤتمر، إلى أن المؤتمر يمثل فرصة مثالية لتعزيز التعاون الدولي موضحة استضافة المؤتمر هذا العام لمتحدثين بارزين وخبراء من دول شقيقة وصديقة لتبادل الخبرات وتعزيز مكانة البحرين كمحور للابتكار الطبي.
وأفادت الجلاهمة بأن المؤتمر يشهد هذا العام جلسات نقاشية وورش عمل علمية تغطي تخصصات متعددة مثل الأشعة، والأورام، والمختبرات والطوارئ والتكنولوجيا الصحية، إلى جانب إطلاق مبادرات مبتكرة في مجال المستشفيات الذكية والأجهزة الطبية الحديثة.
ويشارك في المؤتمر الذي ينظمه المجلس الأعلى للصحة البحرينية على مدار ثلاثة أيام حوالي 100 شركة عارضة و5,000 زائر من الخبراء والمتخصصين والمستثمرين في القطاع الصحي من مختلف دول العالم، حيث يهدف المؤتمر إلى تعزيز التعاون الدولي في مجالات التكنولوجيا الصحية، وتشجيع الابتكار في المستشفيات الذكية ودعم الشراكات المحلية والإقليمية والدولية.
اقرأ أيضًا: أزمات شرق المتوسط.. الصحة العالمية تدق ناقوس الخطر وتطالب بتحرك عاجل