في خطوة واعدة قد تُحدث نقلة نوعية في عالم الأمراض المزمنة، تمكن فريق بحثي من معهد كوريا لعلوم المواد (KIMS) بالتعاون مع مستشفى سانت ماري في سيول من تطوير طريقة جديدة تتيح تشخيص التهاب المفاصل بدقة وسرعة غير مسبوقة لا تتجاوز 10 دقائق فقط، باستخدام قطرة واحدة من السائل الزليلي.
كيف تعمل تقنية تشخيص التهاب المفاصل الجديدة؟
يعتمد الابتكار الكوري على تحليل السائل الزليلي وهو السائل الموجود داخل المفاصل باستخدام تقنية متقدمة تُعرف باسم تبعثر رامان المعزز بالسطح، والتي تتيح كشف الجزيئات البيوكيميائية الصغيرة عبر تكبير إشاراتها البصرية، وبفضل دمج هذه التقنية مع الذكاء الاصطناعي، أصبحت عملية تشخيص التهاب المفاصل أكثر دقة، حيث يمكن التمييز بين أنواع الالتهاب المختلفة، مثل هشاشة العظام والتهاب المفاصل الروماتويدي، وتحديد شدة الحالة بشكل فوري.
تعرف على: تشخيص سريع لالتهاب المفاصل.. تقنية جديدة تحدث ثورة في الكشف المبكر
نتائج مبهرة في اختبارات دقة التشخيص
شملت الدراسة التي أجريت على 120 مريضًا اختبار مدى دقة التقنية، وجاءت النتائج لتثبت كفاءتها العالية، حيث وصلت دقة تشخيص المفاصل إلى 94% عند التفريق بين الأنواع المختلفة، وأكثر من 95% في تقييم شدة التهاب المفاصل الروماتويدي، هذه الدقة العالية تجعل من التقنية الجديدة أداة واعدة لاستخدامها في العيادات والمستشفيات لتسريع عملية التشخيص وبدء العلاج المناسب دون تأخير.
تصميم المستشعر.. قنفذ بحري يساعد على تشخيص المفاصل
واحدة من أبرز ميزات الابتكار الكوري هو التصميم الفريد للمستشعر المستخدم في التحليل، والذي يشبه قنفذ البحر من حيث الشكل، المستشعر مصنوع من مادة ورقية ماصة للرطوبة ومغلفة بجسيمات ذهبية نانوية، مما يسهم في جمع السائل الزليلي بكفاءة وتحليل مكوناته في وقت قصير، وهو ما يسهم في تسريع عملية تشخيص التهاب المفاصل بشكل فوري وفعّال.
هل يمكن توسيع نطاق هذه التقنية مستقبلًا؟
أكد الباحثون في معهد كوريا لعلوم المواد أن هذه التقنية لا تمثل فقط تطورًا في مجال تشخيص المفاصل، بل قد تفتح الباب أمام استخدامها في تشخيص أمراض أخرى تتطلب تحليلات دقيقة لعينة صغيرة من سوائل الجسم، ويأمل الفريق أن يتم تطوير تطبيقات سريرية لهذه التقنية في المستقبل القريب لتشمل أمراض المناعة الذاتية والأورام وبعض الأمراض الالتهابية الأخرى.
خطوة مهمة لتحسين حياة مرضى التهاب المفاصل
من خلال تسريع تشخيص المفاصل، يمكن بدء العلاج في وقت مبكر، مما يساعد في الحد من تطور المرض وتقليل الألم وتحسين جودة حياة المرضى، وهو ما يمثل الهدف الأهم من هذا الابتكار الطبي الرائد.