في خطوة طبية تحمل أملًا جديدًا للأطفال المصابين بسرطان الدم الليمفاوي الحاد، كشفت دراسة سريرية حديثة عن تطور كبير في علاج المرض من خلال دمج العلاج المناعي مع العلاج الكيميائي، وشملت الدراسة 1440 طفلًا من أربع دول كبرى (كندا، الولايات المتحدة، أستراليا، ونيوزيلندا)، وقدمت نتائج واعدة في رفع نسب الشفاء وتقليل احتمالات الانتكاس، وأُجريت التجربة بقيادة باحثين من مستشفى الأطفال المرض في تورونتو بالتعاون مع مستشفى سياتل، ونُشرت نتائجها في ديسمبر الجاري في مجلة نيو إنغلاند الطبية.
تقليل معدلات الانتكاس
واعتمدت التجربة على دمج العلاج الكيميائي التقليدي مع عقار “بليناتوموماب” (Blinatumomab)، وهو علاج مناعي معتمد لعلاج بعض أنواع السرطانات، ويهدف هذا الدمج إلى تقليل معدلات الانتكاس التي تعد من أبرز تحديات علاج المرض، ورفع معدلات بقاء الأطفال على قيد الحياة دون مشكلات صحية.
دمج العلاج المناعي والكيميائي.. نتائج واعدة
وأظهرت الدراسة أن البروتوكول الجديد حقق نجاحًا لافتًا، بعد 3 سنوات، ارتفعت نسبة البقاء على قيد الحياة دون مرض إلى 97.5%، مقارنة بـ90% باستخدام العلاج الكيميائي فقط، وانخفاض كبير بنسبة 61% في معدلات الانتكاس، وبالنسبة للأطفال الأكثر عرضة للانتكاس، أدى دمج العلاج المناعي والكيميائي إلى رفع معدلات البقاء على قيد الحياة من 85% إلى أكثر من 94%.
اقرأ أيضًا أحدث العلاجات المناعية لمكافحة السرطان
العلاج المناعي مختلف
وأوضح الباحثون أن العلاج المناعي يعمل بشكل مختلف عن العلاج الكيميائي، فبدلاً من قتل الخلايا السرطانية مباشرة، يقوم العلاج المناعي بتدريب الجهاز المناعي على استهداف هذه الخلايا، هذه الطريقة تقلل من احتمالات الانتكاس وتُخفف الأعراض الجانبية مقارنة بالكيميائي الذي يعتمد على الجرعات المكثفة ويؤدي إلى مضاعفات تشمل ضعف المناعة.
وأضاف الباحثون أن الأعراض الجانبية للعلاج المناعي أقل حدة، وتشمل الإسهال، تقرحات الفم، وزيادة الوزن، مع بعض الآلام في المفاصل أو العضلات، مقارنة بالأعراض الثقيلة للعلاج الكيميائي.
وتظهر النتائج أن البروتوكول الجديد قد يصبح الأساس في علاج سرطان الدم الليمفاوي الحاد مستقبلًا، حيث يعمل الباحثون حاليًا على تقليل الاعتماد على العلاج الكيميائي تدريجيًا للحد من مضاعفاته وتحسين جودة الحياة للمرضى الصغار.
اقرأ أيضًا العلاجات المناعية .. التطور الأحدث في مجال مكافحة السرطان