تشير دراسة جديدة إلى أن أربعة من كل 10 مرضى بالسرطان يتلقون العلاج الكيميائي يصابون بألم شديد في الأعصاب الطرفية، وقال باحثون في دراسة نشرت في مجلة (Regional Anescence & Pain Medicine)، أن هؤلاء المرضى قد يعانون من فقدان التوازن والتنسيق، أو الضعف أو الإحساس بالخدر، أو الوخز، أو “الوخز بالإبر”، أو الحرقان، واختتم فريق البحث بقيادة الدكتور ريان ديسوزا، أخصائي التخدير في عيادة مايو في روتشستر بولاية مينيسوتا، قائلاً: “تؤكد نتائجنا أن الاعتلال العصبي المحيطي المؤلم المزمن الناجم عن العلاج الكيميائي يمثل تحديًا صحيًا عالميًا كبيرًا، حيث يؤثر على أكثر من 40٪ من الذين تم تشخيصهم”.
أدوية العلاج الكيميائي وآلام الأعصاب
وتشير النتائج إلى أن أدوية العلاج الكيميائي القائمة على البلاتين أو التاكسان تبدو أنها تشكل الخطر الأكبر فيما يتعلق بآلام الأعصاب، ويبدو أن مرضى سرطان الرئة لديهم أعلى معدلات الاعتلال العصبي، وقال الباحثون إن أدوية العلاج الكيميائي تقتل السرطان ولكنها تلحق الضرر أيضا بالخلايا والأنسجة السليمة، بما في ذلك تلك الموجودة في الجهاز العصبي.
اقرأ أيضًا ابتكار واعد.. مركب جديد يزيد فعالية العلاج الكيميائي للسرطان
الاعتلال العصبي المحيطي
ومن المعروف أن الاعتلال العصبي المحيطي هو أحد الآثار الجانبية المحتملة لهذا العلاج ، ولكن هذه الدراسة هي الأولى التي تقدر مدى شيوعه بين مرضى السرطان، ويعتقد الباحثون أن هذه الحالة ناجمة عن تلف الأدوية الكيميائية التي تعطل أو تعيد توصيل الإشارات العصبية الطبيعية، ما يؤدي إلى ألم مستمر، وفي الدراسة، جمع الباحثون نتائج 77 دراسة سابقة شملت ما يقرب من 11 ألف مشارك من 28 دولة، وكشفت البيانات أن ما يزيد قليلا على 41% من المرضى الذين عولجوا بهذا العلاج أصيبوا باعتلال الأعصاب الطرفية المؤلم والمستمر الذي استمر لمدة ثلاثة أشهر على الأقل.
وأظهرت النتائج أن ما يقرب من 41% من المرضى الذين عولجوا بالعلاج الكيميائي القائم على البلاتين أصيبوا بألم عصبي، بالإضافة إلى ما يزيد قليلاً عن 38% من المرضى الذين عولجوا بالتاكسانات، وكان ألم الأعصاب أكثر شيوعًا بين مرضى سرطان الرئة، حيث أثر على أكثر من 62% منهم. وربما يرجع هذا إلى أن هؤلاء المرضى يحتاجون غالبًا إلى دورات متعددة و مطولة من العلاج الكيميائي، وكان الأشخاص الذين عولجوا من سرطان المبيض (32%) والورم الليمفاوي (36%) هم الأقل عرضة للخطر.
وقال الباحثون إن الدراسات المستقبلية يجب أن تركز على كيفية تسبب هذا العلاج على وجه التحديد في آلام الأعصاب، وعلى تطوير علاجات يمكنها حماية مرضى السرطان الذين يتلقون العلاج المنقذ للحياة.
اقرأ أيضًا التمارين الهوائية تواجه “ضباب العلاج الكيميائي” ل “سرطان الثدي”