نرمين حسين
انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة الموت المفاجئ للرياضيين بسبب توقف القلب، ويمكن أن تكون هذه الحالات نتيجة لمجموعة من الأسباب الطبية، وبعضها قد يكون وراثيًا أو ناتجًا عن عوامل بيئية أو خارجية تتنوع بين اعتلالات هيكلية أو كهربائية في القلب.
أسباب توقف القلب المفاجئ.. اعتلال تضخمي وراثي في عضلة القلب
وهي حالة وراثية تؤدي إلى تضخم غير طبيعي في عضلة القلب، خاصة في البطين الأيسر، ما قد يؤدي إلى صعوبة في ضخ الدم ويزيد من خطر الوفاة المفاجئة، ويحدث هذا المرض نتيجة لطفرة وراثية تؤثر على البروتينات المسؤولة عن تقلص العضلة القلبية، وهذه الطفرات قد تؤدي إلى تضخم العضلة القلبية بشكل غير منتظم.
ويمكن أن تؤدي هذه الحالة إلى انسداد في تدفق الدم، مما يسبب عدم انتظام ضربات القلب (arrhythmias) مثل الرجفان البطيني، وهو السبب الرئيسي للوفاة المفاجئة، ويمكن تشخيصه باستخدام فحوصات مثل تخطيط القلب الكهربائي (ECG) وفحص القلب بالأشعة أو الموجات فوق الصوتية للقلب (echocardiogram).
وقد أظهرت الدراسات أن هذا النوع من الوفاة المفاجئة هو السبب الأكثر شيوعًا في الرياضيين الشباب، كما أظهرت أبحاث منظمة الصحة العالمية أن هذا المرض يمكن أن يكون خفيفًا في البداية ولا تظهر عليه الأعراض إلا في حالات معينة.
اعتلال تمددي في عضلة القلب
وهي حالة تتمدد فيها غرف القلب (الأذينان أو البطينان) وتضعف جدران القلب، مما يقلل من قدرة القلب على ضخ الدم بشكل فعال، وقد يكون هذا المرض ناتجًا عن التهاب في عضلة القلب بسبب عدوى فيروسية (مثل الفيروسات التي تهاجم القلب) أو أسباب غير مفهومة أحيانًا، وقد يكون أيضًا وراثيًا، ويمكن أن يسبب ضعف القلب وفشل في القدرة على ضخ الدم، مما يؤدي إلى أعراض مثل ضيق التنفس، واحتباس السوائل، وزيادة خطر اضطراب نظم القلب.
ويتم تشخيصه باستخدام الأشعة المقطعية أو الفحص بالموجات فوق الصوتية، بالإضافة إلى تحاليل الدم التي تشير إلى وجود التهاب أو علامات تلف في القلب، وتشير الأبحاث إلى أن الالتهاب الفيروسي (مثل الفيروسات المعوية أو الفيروسات القلبية) قد يتسبب في تغييرات هيكلية في القلب مما يؤدي إلى توقف القلب المفاجئ، خاصةً إذا كان هناك استعداد وراثي.
اقرأ أيضًا.. رئيس المعهد القومي للتغذية: العقاقير والجراحات وسائل مساعدة لا تغني عن النظام الغذائي الصحي
اختلال كهربي وراثي في كهرباء القلب
وهي اضطرابات وراثية تؤثر على النظام الكهربائي للقلب، مثل متلازمة “كيو تي الطويلة” (Long QT Syndrome) أو متلازمة “بروغادا” (Brugada Syndrome)، التي تؤدي إلى زيادة خطر الإصابة باضطرابات نظم القلب، ويحدث هذا بسبب طفرات وراثية تؤثر على قنوات الأيونات التي تتحكم في النشاط الكهربائي للقلب.
ويمكن أن يؤدي هذا النوع من الاضطرابات إلى حدوث اضطراب في نظم القلب مثل الرجفان البطيني، وهو ما قد يؤدي إلى توقف القلب المفاجئ إذا لم يتم معالجته فورًا، ويمكن تشخيص هذه الاضطرابات باستخدام تخطيط القلب الكهربائي (ECG)، وفحص الوراثة للكشف عن الطفرات الجينية.
وقد أظهرت الدراسات الطبية أن الرياضيين الذين يعانون من هذه الاضطرابات قد لا تظهر عليهم أي أعراض حتى يحدث فشل قلب مفاجئ بسبب اختلال في إيقاع القلب.
أسباب توقف القلب المفاجئ.. اختلال كهربي نتيجة الأدوية المنشطة أو الارتطام
يمكن أن تؤدي بعض الأدوية المنشطة (مثل المنشطات الرياضية أو الأدوية المحفزة) إلى اختلالات في توازن الأيونات الكهربائية داخل وخارج خلايا القلب، مما يزيد من احتمالية حدوث اضطرابات قلبية، وتسبب المنشطات مثل الكافيين أو الأدوية المنشطة الأخرى تغييرات في النشاط الكهربائي للقلب، خاصةً عند استخدامها بكميات كبيرة.
تؤدي اختلالات مثل زيادة مستويات البوتاسيوم أو الكالسيوم إلى اضطراب نظم القلب (arrhythmias)، مثل الرجفان البطيني الذي يؤدي إلى توقف القلب، ويتم تشخيص هذه الحالات عبر فحص مستويات الإلكتروليت في الدم، بالإضافة إلى اختبار تخطيط القلب.
وتشير الأبحاث الطبية إلى أن استخدام الأدوية المنشطة قد يؤدي إلى اختلالات كهربائية داخل القلب وبالتالي زيادة خطر حدوث الوفاة المفاجئة.
أسباب توقف القلب المفاجئ.. أمراض الشريان التاجي أو الجلطات
في بعض الأحيان، قد يعاني الرياضيون من مرض في الشريان التاجي الخلقي أو انسداد الشرايين بسبب جلطات دموية، وفي هذه الحالة، لا يصل الدم الكافي إلى القلب مما يؤدي إلى توقفه، ويكون سبب هذا المرض أحيانًا خلقيًا، حيث يولد الشخص مع شرايين تاجية ضيقة أو غير مكتملة.
وتحدث الجلطات بسبب تراكم الدهون في الشرايين أو بسبب الجهد البدني المكثف، ويؤدي المرض إلى حدوث انسداد في الشريان التاجي يؤدي إلى نقص الأكسجين في القلب مما يمكن أن يسبب نوبة قلبية تؤدي إلى توقف القلب المفاجئ، ويتم تشخيص المرض باستخدام فحوصات مثل تصوير الأوعية التاجية أو فحص قسطرة القلب.
وأظهرت الدراسات أن الرياضيين قد يكونون عرضة لهذه الأنواع من المشاكل القلبية، خاصةً في حال وجود تاريخ عائلي للأمراض القلبية أو عوامل خطر أخرى.