في الوقت الذي يعتقد فيه الكثيرون أن الضحك مجرد وسيلة للتسلية والترفيه، تكشف الأبحاث الحديثة عن أبعاد أعمق لضحكتنا اليومية، حيث تتعدد الفوائد الصحية التي يجلبها الضحك، مما يجعله أداة فعّالة لتحسين الصحة البدنية والنفسية والاجتماعية.
تحفيز مناطق متعددة في الدماغ
وفي حديثه حول تأثير الضحك، أكد الدكتور وليد هندي، استشاري الصحة النفسية، أن الضحك يمكن أن يكون له تأثيرات عميقة على جسم الإنسان، مضيفًا أنه يعمل على تحفيز مناطق متعددة في الدماغ، ما يؤدي إلى تخفيف التوتر والقلق، ويسهم في زيادة مستويات هرمونات السعادة في الجسم مثل الإندورفين والدوبامين، مما يساعد على تحسين المزاج والشعور بالسعادة.

تعزيز صحة الجهاز المناعي
من الناحية البدنية، يقول الدكتور وليد هندي، إن الضحك يُعد من الطرق الفعّالة لتعزيز صحة الجهاز المناعي، منوهًا بأن الضحك يعمل على زيادة إنتاج الأجسام المضادة، مما يُحسن من قدرة الجسم على مقاومة الأمراض، كما يساعد في تقليل مستويات هرمونات التوتر مثل الكورتيزول، وهو ما ينعكس إيجابياً على الصحة العامة ويقلل من شعور الألم.
اقرأ أيضًا: في اليوم العالمي للابتسامة .. اعرف فوائد الضحك على القلب والجسم
وأضاف “هندي”، أن للضحك تأثيرًا إيجابيًا على القلب، لافتًا إلى أنه من المعروف أن الضحك يعزز تدفق الدم ويُحسن وظيفة الأوعية الدموية، مما يقلل من خطر الإصابة بالنوبات القلبية وأمراض القلب الأخرى، علاوة على أنه يحرق السعرات الحرارية، حيث يقدر أن 10 إلى 15 دقيقة من الضحك يمكن أن تحرق حوالي 40 سعرًا حراريًا.

الضحك بين الزوجين
من جهة أخرى، يؤكد استشاري الصحة النفسية، على الدور الاجتماعي المهم للضحك، مشيرًا إلى أن “الضحك بين الزوجين أو الأفراد يساهم في تقوية العلاقات الاجتماعية، حيث يخلق جوًا من الألفة والتفاهم ويعزز الثقة بين الأطراف” مضيفًا أنه عندما يبتسم الإنسان أو يضحك، يُحدث ذلك تغييرًا في تعبيرات الوجه والمزاج، ما يساعد على تقوية تقدير الذات والشعور بالأمان.
اقرأ أيضًا: ما هي أعراض مرض التوحد عند الأطفال وأهمية التشخيص المبكر لاضطراب التوحد عند الأطفال
وفيما يتعلق بالآثار النفسية للضحك، أوضح أن الضحك يعد علاجًا فعالًا للقلق والاكتئاب، ويُحسن من المزاج العام، مما يُسهم في تعزيز مرونة الشخص النفسية وقدرته على مواجهة التحديات اليومية. لافتًا إلى أن الضحك العميق، خاصة قبل النوم، يمكن أن يكون له تأثير إيجابي على جودة النوم، موضحًا أن الضحك قبل النوم يقلل من مستويات التوتر ويعزز استرخاء العضلات، مما يساعد في الحصول على نوم عميق ومريح.

تجاعيد الوجه
وعن الفوائد الجمالية للضحك، أشار الدكتور وليد هندي إلى أن الضحك لا يُقلل من تجاعيد الوجه كما يعتقد البعض، بل يمكن أن يمنع ظهور علامات الشيخوخة المبكرة ويعزز صحة الجلد بفضل الهرمونات التي يُفرزها الجسم أثناء الضحك، مضيفًا أن الضحك يعمل على تحفيز الدورة الدموية في الوجه، مما يجعل البشرة تبدو أكثر إشراقًا وشبابًا.
وبذلك، يُثبت الضحك أنه ليس مجرد وسيلة للتسلية، بل أداة قوية لتحسين صحة الجسم والعقل، سواء كان ذلك عبر تقوية جهاز المناعة، تحسين المزاج، أو تعزيز العلاقات الاجتماعية، فإن الابتسام والضحك يمكن أن يكون لهما تأثيرات صحية عميقة تدعم صحة الإنسان الجسدية والنفسية.
