العلاجات المناعية تعد من أبرز التطورات الحديثة في مجال مكافحة السرطان.
وتعتمد العلاجات المناعية على تعزيز جهاز المناعة في الجسم لمحاربة الخلايا السرطانية بشكل أكثر فعالية.
ومع تزايد الاعتماد على هذه العلاجات، شهدت السنوات الأخيرة تطورات كبيرة في تحسين نتائج المرضى وتوسيع قائمة الأمراض التي يمكن معالجتها بها.
أحدث العلاجات المناعية
1. العلاج بالخلايا التائية المعدلة (TIL Therapy):
في فبراير 2024، حصل علاج الخلايا التائية المقتحمة للورم (Lifileucel)على موافقة إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA).
وهذا العلاج يعتمد على استخراج الخلايا التائية من الورم المصاب ثم توسعتها في المختبر وإعادة حقنها في المريض بعد تحضير الجسم لاستقبال هذه الخلايا.
وقد أظهر هذا العلاج استجابة قوية لدى مرضى الميلانوما المتقدمة بنسبة 31.5% من المرضى ما يمثل نقلة نوعية في علاج الأورام الصلبة التي كانت تستعصي على العلاج المناعي التقليدي.
2. مثبطات نقاط التفتيش المناعية (ICIs):
تستمر مثبطات نقاط التفتيش، مثل Pembrolizumab (Keytruda)وDurvalumab (Imfinzi)، في تحقيق نجاحات مهمة في علاج مجموعة متنوعة من السرطانات مثل سرطان الرئة وسرطان الرحم.
هذه الأدوية تعمل من خلال منع الآليات التي تستخدمها الخلايا السرطانية لإيقاف استجابة جهاز المناعة ما يسمح للخلايا المناعية بمهاجمة السرطان بشكل فعال.
وعلى سبيل المثال، أظهرت تجارب سريرية أن إضافة Pembrolizumab إلى العلاج الكيميائي يزيد من فترات البقاء على قيد الحياة لدى مرضى السرطانات المتقدمة.
3. اللقاحات الشخصية لعلاج السرطان:
تعمل الأبحاث الحالية على تطوير لقاحات تستهدف خلايا السرطان بشكل خاص.
وهذه اللقاحات مصممة لتعزيز جهاز المناعة لمحاربة الأورام بشكل أكثر دقة.
وتظهر هذه اللقاحات نتائج واعدة خاصة في مجال سرطان البنكرياس وسرطان البروستاتا، حيث تجرى حاليا تجارب سريرية لهذه العلاجات لتحديد فعاليتها على نطاق أوسع.
التحديات المستقبلية
وعلى الرغم من كل هذه النجاحات فلا تزال هناك تحديات خاصة فيما يتعلق بالآثار الجانبية لهذه العلاجات مثل الإجهاد الشديد والمشاكل الهضمية والتي تؤدي إلى توقف بعض المرضى عن العلاج.
ويجري العمل على تحسين استجابة بعض أنواع السرطان للعلاج المناعي من خلال دمج العلاجات المستهدفة مع المناعية لزيادة فعالية العلاجات خاصة في السرطانات التي لا تستجيب للعلاج المناعي التقليدي.
وباختصار، يمثل العلاج المناعي أملا كبيرا لمرضى السرطان، ومع استمرار الأبحاث، نتوقع رؤية المزيد من العلاجات المتطورة التي تقدم حلولا فعالة لأصعب أنواع السرطان.