الرجفان الأذيني، هو اختلال في نظم القلب، ويكون غالبًا عبارة عن سرعة شديدة في ضربات القلب، ويمكن أن يؤدي إلى تكوُّن جلطات دموية في القلب، ما يزيد من احتمال الإصابة بالسكتة الدماغية وفشل القلب، وغيرهما من المضاعفات الخطيرة.
وعادة تأتي نوبات الرجفان الأذيني وتختفي، وربما تكون مستمرة، لكن لا يشكل الرجفان الأذيني في حد ذاته تهديدًا للحياة، بل يعتبر حالة طبية خطيرة تحتاج إلى علاج مناسب للوقاية من السكتة الدماغية.
أنواع الرجفان الأذيني
ويصنف مقدمو الرعاية الصحية الرجفان الأذيني على أساس مدة استمرار نوباته التي تصل إلى أقل من أسبوع، وعادة ما تختفي من تلقاء نفسها دون علاج، ورغم ذلك لا يزال من الممكن أن يشعر الأشخاص بالإعياء خلال هذه الفترات القصيرة من الرجفان الأذيني، مع احتمالية تعرض الأشخاص المصابون بالرجفان الأذيني الانتيابي لخطر الإصابة بالسكتة الدماغية، أكثر من أولئك الذين لا يعانون من المرض على الإطلاق.
ويمكن أن يتطور الرجفان الأذيني الانتيابي إلى مرض مستمر، اعتمادًا على عوامل الخطر لدى الشخص المصاب، بينما تستمر نوباته لأكثر من أسبوع، وتحتاج عمومًا إلى علاج متخصص، إما لإبطاء معدل ضربات القلب، أو إعادة الرجفان الأذيني إلى إيقاع الجيوب الأنفية الطبيعي.
أعراض الرجفان الأذيني
ويعاني بعض الأشخاص من أعراض، ولا يعاني البعض الآخر منها، ويعتمد ذلك على سرعة نبض البطينين، فإذا كان نبض البطينين طبيعيًا أو مرتفعًا قليلاً، فمن المحتمل ألا تشعر بأي شيء، ولكن إذا كان نبض البطينين أسرع، فستبدأ في ملاحظة الأعراض، ويمكن أن تشمل هذه الأعراض:
- تعب شديد.
- ضربات قلب غير منتظمة.
- خفقان القلب.
- الدوخة أو الدوار.
- إغماء.
- ضيق في التنفس.
- ألم الصدر (الذبحة الصدرية).
أسباب الرجفان الأذيني
وتتسبب التغيرات أو الأضرار التي تلحق بأنسجة القلب والنظام الكهربائي في حدوث الرجفان الأذيني، وعادةً ما يكون مرض الشريان التاجي أو ارتفاع ضغط الدم أو قصور القلب سببًا في حدوث هذه التغيرات.
وتشمل الأسباب الأخرى مشاكل صمام القلب أو فرط نشاط الغدة الدرقية أو الإفراط في تعاطي الكحول، لكن في بعض الأحيان، عندما يمرض جسمك لأسباب أخرى (مثل فقدان الدم أو العدوى الشديدة)، فإن استجابة الإجهاد الناتجة عن المرض قد تتسبب في حدوث الرجفان الأذيني.
وفي كثير من الأحيان، يتسبب نبض القلب الذي يحدث قبل أوانه والذي يبدو وكأنه نبضة متخطية، في بدء الرجفان الأذيني، وهذا أكثر شيوعًا في الحالات المذكورة أعلاه، ولكن في أحيان أخرى، يكون من الصعب معرفة سبب نبض القلب الذي يحدث قبل أوانه.
عوامل خطر الرجفان الأذيني
ويعاني أكثر من مليوني أمريكي من الرجفان الأذيني، وهو أكثر شيوعًا بين الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 60 عامًا أو أكبر، لكن تقليديًا، اعتقد الباحثون أن خطر الإصابة بالرجفان الأذيني يكون أعلى إذا كان الشخص أبيض اللون.
وتشير الدراسات الحديثة إلى أن الأرقام قد تعكس الطريقة التي يكتشف بها الأطباء الرجفان الأذيني، وليس الخطر الفعلي، وبالمثل، اعتقد الأطباء دائمًا أن خطر الإصابة بالرجفان الأذيني أعلى لدى الأشخاص الذين تم تصنيفهم على أنهم ذكور عند الولادة.
وأوضحت الأبحاث الجديدة أنّ النساء الأطول من المتوسط، أكثر عرضة للإصابة بالرجفان الأذيني، مشيرة إلى أنّ مشاكل القلب الأخرى التي يمكن أن تزيد من احتمالية الإصابة بالمرض تشمل:
- أمراض القلب بسبب ارتفاع ضغط الدم.
- مرض صمام القلب.
- مرض عضلة القلب (اعتلال عضلة القلب).
- عيب خلقي في القلب منذ الولادة.
- سكتة قلبية.
- جراحة القلب السابقة.
- مرض القلب التاجي.
ويعاني ما لا يقل عن 1 من كل 10 أشخاص مصابين بالرجفان الأذيني من عدم وجود مشاكل أخرى في القلب، ولكن لديهم حالات طبية أخرى تزيد من خطر الإصابة بالرجفان الأذيني، مثل:
- أمراض الرئة طويلة الأمد (مثل مرض الانسداد الرئوي المزمن).
- فرط نشاط الغدة الدرقية.
- انقطاع التنفس أثناء النوم.
- جلطة دموية في الرئة، تسمى الانسداد الرئوي.
- السكري.
- مرض الكلى المزمن.
- بدانة.
- متلازمة التمثيل الغذائي.
ويمكن للأدوية بما في ذلك الديجيتاليس والثيوفيلين، أن تزيد من فرصة الإصابة بالرجفان الأذيني، لكن في بعض الأحيان، يكون المرض مرتبطًا بـ:
- الإفراط في تناول الكحول أو الكافيين أو المخدرات.
- العدوى.
- الوراثة.
- اختلال التوازن في إلكتروليتاتك.
- العلاج بالستيرويد بجرعات عالية.
- أدوية متاحة بدون وصفة طبية لعلاج البرد والحساسية والإنفلونزا.
مضاعفات الرجفان الأذيني
ويزيد خطر الإصابة بالسكتة الدماغية الناتجة عن الرجفان الأذيني مع التقدُّم في السن، وقد تؤدي حالات صحية أخرى أيضًا إلى زيادة خطر الإصابة بالجلطات المتربطة بهذا المرض:
- ارتفاع ضغط الدم.
- السكري.
- فشل القلب.
- بعض أمراض صمامات القلب.
الوقاية من الرجفان الأذيني
وتُوصف الأدوية المميعة للدم بشكل شائع، للوقاية من الجلطات الدموية والسكتات الدماغية لدى الأشخاص المصابين بالرجفان الأذيني.
ويمكن لاختيارات نمط الحياة الصحي أن تقلل من خطر التعرض للإصابة بأمراض القلب، والرجفان الأذيني، مع بعض النصائح الأساسية التي تحافظ على الصحة، وتشمل:
- التحكم في ارتفاع ضغط الدم وارتفاع نسبة الكوليستيرول وداء السكري.
- الامتناع عن التدخين أو تعاطي منتجات التبغ.
- اتباع نظام غذائي منخفض الأملاح والدهون المشبعة.
- ممارسة التمارين الرياضية لمدة 30 دقيقة على الأقل يوميًا معظم أيام الأسبوع، ما لم يوصى فريق الرعاية الصحية بخلاف ذلك.
- الحصول على قسط كافٍ من النوم، ويجب على البالغين أن يحرصوا على النوم لمدة تتراوح من 7 إلى 9 ساعات يوميًا.
- الحفاظ على وزن صحي.
- التقليل من التوتر والتحكم فيه.
علاج الرجفان الأذيني
تتضمن الأهداف الرئيسية لعلاج الرجفان الأذيني عدة توصيات تهدف إلى ضبط إيقاع عمل القلب بصورة سليمة، والتخلص من المشكلات التي أدت إلى الحد من بعض وظائفه الحيوية، وتشمل:
- إدارة معدل ضربات القلب.
- استعادة إيقاع القلب الطبيعي.
- تقليل خطر الإصابة بالسكتة الدماغية.
- تناول الأدوية التي يصفها الطبيب بناء على الأعراض.
الإجراءات والعمليات الجراحية
وإذا لم تساعد الأدوية في علاج الرجفان الأذيني، فقد يحتاج المريض إلى إجراء جراحي، لكن يمكن أن تكون العديد من الإجراءات غير جراحية، وتتطور باستمرار طرق وتقنيات علاجية جديدة، وتشمل العلاجات ما يلي:
- يعمل تقويم نظم القلب الكهربائي على “إعادة ضبط” نظم القلب كهربائيًا باستخدام صدمات كهربائية منخفضة الطاقة، ولكن قد يكون هذا مؤقتًا فقط.
- تستخدم عملية عزل الأوردة الرئوية لقسطرة لتوصيل الطاقة خارج الأوردة الرئوية وحولها، ويُطلق على هذه العملية عادةً “استئصال الرجفان الأذيني”.
- وفي بعض الحالات يركب الطبيب جهاز تنظيم ضربات القلب بشكل دائم للمريض، إذا كان معدل ضربات قلبه بطيئًا للغاية، نتيجة الإصابة بالرجفان الأذيني.
- ويقلل إغلاق الزائدة الأذينية اليسرى من خطر الإصابة بجلطات الدم والسكتة الدماغية، ويمكن للأطباء القيام بذلك باستخدام القسطرة أو أثناء جراحة القلب المفتوح، وبالإضافة إلى ذلك يمكن إجراء عملية “المتاهة” وهي تقنية جراحية لاستئصال الرجفان الأذيني.