كتبت: هاجر تامر
كشفت دراسات أجرتها مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة من عام 2017 إلى عام 2020، أنّ السمنة أثرت على حوالي 19.7% من الأطفال والمراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 2 و19 عامًا في الولايات المتحدة، مما يعادل حوالي 14.7 مليون طفل ومراهق، فكيف نفى أطفالنا منها وما هو علاج السمنة لدى الأطفال؟.
علاج السمنة لدى الأطفال
تعد السمنة في مرحلة الطفولة قنبلة موقوته ومن الحالات الطبية الخطيرة التي تؤثر بشكل كبير على صحة الأطفال والمراهقين، فهي تثير القلق بشكل خاص لأن الوزن الزائد يضع الأطفال في بداية طريق المشكلات الصحية التي كانت تعتبر فيما سبق مشاكل خاصة بالبالغين، مثل مرض السكري، ارتفاع ضغط الدم، وارتفاع مستويات الكوليسترول، وعلاوة على ذلك، يمكن أن تؤدي السمنة في الطفولة إلى مشاكل نفسية مثل انخفاض تقدير الذات والاكتئاب.
أسباب وأعراض السمنة لدى الأطفال
وتعتبر السمنة لدى الأطفال حالة معقدة ناتجة عن تفاعل العديد من العوامل. يحتاج الطفل إلى كمية معينة من السعرات الحرارية للنمو والتطور، ولكن عندما يتناول الطفل سعرات حرارية أكثر مما يحتاج، يخزن جسمه هذه السعرات الزائدة على شكل دهون، وتؤثر العديد من العوامل في كمية الطعام الذي يتناوله الطفل، ونوع الطعام، وكيفية استخدام الجسم للطاقة، وكل طفل له خصائصه الفريدة، وبعض الأطفال يكونون أكثر عرضة لخطر زيادة الوزن من غيرهم. ومن المهم أن نؤكد أن السمنة لا تحدث نتيجة للكسل أو نقص الإرادة.
العوامل الوراثية والجينية
ويمكن أن تؤدي العوامل الوراثية إلى زيادة خطر إصابة الطفل بالسمنة. الأطفال الذين يعاني أحد والديهم أو أشقائهم البيولوجيين من السمنة يكونون أكثر عرضة للإصابة بهذه الحالة. تشير الدراسات إلى أن العديد من الجينات قد تساهم في زيادة الوزن، رغم أن وجود تاريخ عائلي من السمنة لا يعني بالضرورة أن الطفل سيصاب بها.
عوامل البيئة العائلية والمنزلية
وتلعب البيئة العائلية دورًا مهمًا في السمنة لدى الأطفال، فالسلوكيات العائلية مثل نوع الطعام المقدم للأطفال ومدى تكرار ذلك تؤثر بشكل مباشر. من العوامل التي تساهم في السمنة: تناول المشروبات المحلاة بالسكر، الإكثار من تناول الطعام، تناول الوجبات الخفيفة غير الصحية، قلة النشاط البدني، وعدم الحصول على قسط كافٍ من النوم.
المحددات الاجتماعية للصحة
والمحددات الاجتماعية للصحة هي الظروف التي تؤثر في البيئة التي يعيش فيها الطفل، مثل مكان الإقامة والظروف المعيشية. تؤثر هذه العوامل على نوع الطعام المتوفر في المدرسة ومراكز الرعاية النهارية، كما تحدد مدى سهولة ممارسة الأنشطة البدنية للأطفال.
العوامل الثقافية
وتسهم العوامل الثقافية أيضًا في السمنة، حيث تؤثر الإعلانات عن الوجبات السريعة والأطعمة غير الصحية على عادات الأطفال الغذائية. تشير الدراسات إلى أن الأطفال الذين يتعرضون لإعلانات الأطعمة غير الصحية يزداد تناولهم لها، سواء أثناء أو بعد مشاهدة الإعلانات.
حالات صحية أخرى تؤدي للسمنة لدى الأطفال
وفي حالات نادرة، قد تكون هناك حالات صحية أو اختلالات هرمونية تساهم في الإصابة بالسمنة لدى الأطفال، مثل قصور الغدة الدرقية، ورم تحت المهاد، نقص هرمون النمو، ومتلازمة كوشينغ. كما أن بعض الأدوية مثل مضادات الذهان والكورتيكوستيرويدات قد تزيد من خطر السمنة.
عوامل خطر الإصابة بالسمنة لدى الأطفال
ومن المعروف أن الأطفال يرثون جينات تحدد شكل أجسامهم وتؤثر على تعرضهم للسمنة، ولكن العوامل الوراثية وحدها لا تفسر الزيادة الملحوظة في معدلات السمنة في السنوات الأخيرة، ويؤثر المجتمع المحيط بالطفل أيضًا على وزنه، حيث يمكن أن تعرقل بعض الظروف الاجتماعية والاقتصادية قدرة الأسرة على اتخاذ خيارات صحية مثل تناول الطعام الصحي أو ممارسة الرياضة.
ومن العوامل التي تساهم في زيادة خطر الإصابة بالسمنة
تناول نظام غذائي غني بالسعرات الحرارية وفقير في العناصر الغذائية.
قلة النشاط البدني.
عدم الحصول على قسط كافٍ من النوم.
الضغوط النفسية والصدمات العائلية.
مضاعفات السمنة لدى الأطفال
تسبب السمنة لدى الأطفال العديد من المضاعفات التي تؤثر على صحتهم البدنية والاجتماعية والنفسية.
يعتبر داء السكري من النوع الثاني من الأمراض الشائعة لدى الأطفال الذين يعانون من السمنة، حيث يؤثر على كيفية استفادة الجسم من السكر.
تؤدي السمنة إلى مشاكل صحية مثل ارتفاع ضغط الدم والكوليسترول، مما يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب في المستقبل.
يسبب الوزن الزائد ضغطًا إضافيًا على المفاصل، خصوصًا الركبتين والوركين، مما يؤدي إلى آلام مزمنة وإصابات في هذه المناطق.
يعاني الأطفال المصابون بالسمنة من مشاكل تنفسية، مثل الربو، وزيادة احتمالية الإصابة بانقطاع النفس الانسدادي أثناء النوم.
يؤدي تراكم الدهون في الكبد إلى تندب وتلف في الكبد، مما قد يسبب مشاكل صحية خطيرة على المدى الطويل.
يمكن أن يتعرض الأطفال المصابون بالسمنة للتنمر أو المضايقة من أقرانهم، مما يؤثر على تقديرهم لذاتهم ويزيد من خطر الإصابة بالاكتئاب والقلق.
الوقاية من السمنة لدى الأطفال
ولتجنب السمنة لدى الأطفال، يمكن اتخاذ بعض التدابير الوقائية:
قدم لطفلك أطعمة صحية، وشجعه على ممارسة الرياضة بانتظام، وضمن أنشطة بدنية ممتعة للجميع داخل الأسرة.
قدم للأطفال خيارات مثل الفواكه الطازجة، أو الخضروات مع الحمص، أو وجبات خفيفة خالية من السكر.
قدم لأطفالك أطعمة صحية جديدة عدة مرات حتى يعتادوا عليها.
حاول تجنب ربط المكافآت بتناول الطعام، خاصة الحلويات.
احرص على أن يحصل طفلك على النوم الكافي، لأن قلة النوم قد تؤدي إلى زيادة الشهية والسمنة.
علاج السمنة لدى الأطفال
يمكن علاج السمنة لدى الأطفال من خلال تغيير نمط الحياة، مثل تحسين النظام الغذائي وزيادة النشاط البدني. في حال عدم استجابة الطفل لهذه التغييرات، قد يوصي الأطباء باستخدام الأدوية، وحتى التغيرات الطفيفة في الوزن يمكن أن تحسن من صحة الطفل وتقلل من المخاطر الصحية المستقبلية. المفتاح هو تعليم الأطفال كيفية الحفاظ على وزن صحي، ودعمهم للحصول على الرعاية الطبية المناسبة والموارد المجتمعية.