في السنوات الأخيرة على نحو خاص، تزايد إقبال المرضى على اللجوء إلى الطب البديل بشكل ملحوظ.
ولم يكن هذا الإقبال المتزايد مقتصرا على الدول النامية كما كان الحال قبل سنوات طويلة ولكنه امتد في السنوات الأخيرة ليشكل اتجاها قويا للعلاج في الدول المتقدمة أيضا.
ويعد الطب البديل في الوقت الحالي خيارا مكملا للطب التقليدي وتشمل وسائل العلاج بالطب البديل ممارسات متنوعة مثل الأعشاب والوخز بالإبر والتدليك والعلاج بالطاقة.
ولكن ما الأسباب التي تدفع الناس إلى التحول ل الطب البديل؟ وما الفوائد التي يمكن أن يحققها اللجوء إلى الطب البديل ؟ وما المخاطر التي تنتج عن النزوع إلى هذا النوع من العلاج؟
تقليد قديم في ثوب علمي حديث
على مر العصور، جرى استخدام النباتات كعلاجات طبيعية تساعد على الشفاء من مجموعة متنوعة من الأمراض.
وتنوعت هذه النباتات من الأعشاب الطبية في الصين القديمة إلى الزيوت العطرية التي استخدمتها الحضارات القديمة في مصر واليونان.
وكانت الطبيعة دائما مصدرا مهما للشفاء، ومع تقدم العلم، أصبحت الحاجة ماسة إلى البحث في درجة فعالية هذه الأساليب العلاجية والمخاطر التي تنتج عنها بشكل أكثر دقة.
دراسات علمية عن طب الأعشاب
ووفقا لدراسة علمية حديثة، فإن استخدام الزيوت العطرية مثل زيت اللافندر والنعناع ساعد بشكل كبير على تخفيف التوتر وتحسين المزاج.
كما أظهرت نتائج الدراسة أن الأعشاب الطبية مثل البابونج والكركم كانت ذات فعالية كبيرة في تخفيف بعض الآلام الجسدية وتعزيز النوم الجيد.
وقال الدكتور سامي حسن الأستاذ المساعد بكليات الصيدلة إن الدراسات العلمية التي نجريها سجلت تحسنا ملحوظا في الصحة النفسية والجسدية لدى من يستخدمون النباتات بشكل منتظم خاصة فيما يتعلق بتخفيف القلق والتوتر.
تجارب ناجحة للطب بالأعشاب
هبة عبد السلام، كانت لها تجربة مع الطب البديل والعلاج بالنباتات للحالة العصبية التي كانت تعاني منها لسنوات دون التعرض لأدوية كيميائية.
وتروي هبة تجربتها لـ “شهد” : كنت أعاني القلق المزمن لسنوات طويلة وبعد بضعة أشهر من استخدام الأعشاب والزيوت، شعرت بتحسن لم أكن أتوقعه، وأصبحت أنام بشكل أفضل وأشعر بالهدوء بشكل عام.
وتضيف هبة: لجأت للعلاج بالأعشاب والمواد الطبيعية لأنه كان لدي تخوف من ابتلاع الأدوية أو التعرض للمواد الكيميائية.
وتوضح : تحسنت حالتي الصحية بالاعتماد على الأعشاب البديلة للمواد الكيميائية.
وتؤكد: كل هذا العلاج تم تحت إشراف الطبيب المعالج وليس من تلقاء نفسي.
العلم يدعم الطبيعة
واعتمدت ورقة بحثية أجراها الدكتور سامي حسن، على تحليل علمي شامل لتأثيرات هذه العلاجات، وأظهرت الاختبارات تحسنا في معدلات ضغط الدم لدى المشاركين، كما ساهم العلاج بالنباتات في تحسين جودة حياتهم بشكل عام.
هل العلاج بالنباتات هو المستقبل؟
بينما تتزايد الدراسات التي تدعم فعالية العلاج بالنباتات، يؤكد الباحثون على ضرورة الحذر واستخدام هذه العلاجات تحت إشراف طبي.
من جانبه يرى الدكتور أحمد يوسف، أخصائي صيدلة، أن العلاج بالنباتات ليس بديلًا كاملا للطب التقليدي، لكنه يمكن أن يكون مكملا قويا عند استخدامه بشكل صحيح.
وتوقع الدكتور يوسف أن العلاج بالنباتات يشكل جزءا من الرعاية الصحية الشاملة ما يفتح الباب أمام خيارات علاجية جديدة تعتمد على الطبيعة.
فوائد الطب البديل
واستعرض الدكتور محمود الباتع المدرس بكلية العلاج الطبيعي بجامعة الإسكندرية، الفوائد المحتملة للطب البديل، وجاءت كالتالي:
تقليل الآثار الجانبية
يعتمد الكثير من أنواع الطب البديل على مواد طبيعية أو تقنيات غير تدخلية، مما يقلل من خطر الآثار الجانبية مقارنة بالأدوية التقليدية.
تخفيف التوتر
العديد من تقنيات الطب البديل مثل التدليك، وغيرها تهدف إلى تحسين الحالة النفسية وتخفيف التوتر، مما يساعد على تعزيز الصحة العامة.
تحسين نوعية الحياة
بالنسبة للأمراض المزمنة التي قد لا يكون لها علاج شاف في الطب التقليدي، يمكن أن يوفر الطب البديل حلا لتخفيف الألم أو تحسين نوعية الحياة من خلال التحكم في الأعراض.
دعم الجهاز المناعي
بعض العلاجات، مثل العلاج بالأعشاب أو المكملات الغذائية الطبيعية، تهدف إلى تعزيز الجهاز المناعي وتقوية الجسم لمقاومة الأمراض.
علاجات مخصصة
يقدم الطب البديل خططا علاجية مخصصة لكل مريض، مع الأخذ في الاعتبار حالته الفردية مما يعزز لديه الشعور بالرعاية الشخصية.
مخاطر الطب البديل
وعلى الرغم من أن معظم ممارسات الطب البديل بما في ذلك العلاجات العشبية والوخز بالإبر واليوجا والتأمل، قد تكون آمنة وفعالة، إلا أن هناك أيضا بعض المخاطر المحتملة المرتبطة بهذا النوع من العلاج.
وتشمل المخاطر المحتملة أن العلاج البديل لا يكون فعالا مثل العلاج الطبي التقليدي في علاج بعض الحالات الصحية.
كما أن بعض العلاجات البديلة قد تتفاعل مع الأدوية الموصوفةما قد يؤدي إلى آثار جانبية خطيرة.
وقد تسبب بعض العلاجات البديلة آثارا جانبية صعبة مثل الغثيان أو الصداع أو الحساسية كما قد يؤدي استخدام العلاجات البديلة إلى تأخير أو منع التشخيص الدقيق للحالة الصحية.
مستقبل الطب البديل
والخلاصة – كما تؤكد المصادر الطبية – أن كلا المنهجين – الطب الحديث والبديل – لهما مِـيزاتهما وعـيوبهما، فاعتماد نقاط القوة في كل منهما، يزيد من نسبة نجاعة العلاج.
وتضيف المصادر الطبية أن الجمع بين المنهجين التقليدي والبديل يـحقـق النتائج المثلى، ولذا فإن الطب التكاملي هو الحل الأمثل للمستقبل، لأنه يتناول كامل الحالة التشخيصية لكل فرد.