يُعتبر ارتفاع ضغط الدم والسكري من أبرز الأمراض المزمنة التي تؤثر على صحة الملايين حول العالم. تتزايد الأدلة على وجود ارتباط بين الاضطرابين، مما يثير تساؤلات حول ما إذا كان ارتفاع الضغط قد يزيد من خطر الإصابة بالسكري.
وفي هذا التقرير، نستعرض العلاقة بين ارتفاع ضغط الدم والسكري، والعوامل المشتركة بينهما، والآليات التي تربط بينهما.
علاقة ارتفاع ضغط الدم والسكري
تشير الأبحاث إلى أن هناك علاقة ثنائية الاتجاه بين ارتفاع ضغط الدم والسكري. فالأشخاص الذين يعانون من ارتفاع الضغط معرضون بشكل أكبر للإصابة بالسكري، والعكس صحيح. وفقًا لمؤسسة السكري الأمريكية، يُعتبر كل من ارتفاع الضغط والسكري عوامل خطر رئيسية لأمراض القلب والأوعية الدموية.
عوامل الخطر المشتركة
هناك عدة عوامل خطر مشتركة تؤدي إلى ارتفاع الضغط والسكري، منها:
السِمنة:
تعتبر السمنة أحد العوامل الرئيسية المساهمة في ارتفاع الضغط ومرض السكري من النوع الثاني. تزداد مقاومة الأنسولين في الأنسجة الدهنية، مما يؤدي إلى ارتفاع مستويات السكر في الدم.
نمط الحياة غير الصحي:
التغذية الغير متوازنة، مثل استهلاك الأطعمة الغنية بالدهون المشبعة والسكر، ونقص النشاط البدني، يُساهمان في زيادة الوزن وضغط الدم.

التدخين:
يؤثر التدخين سلبًا على صحة الأوعية الدموية، مما يزيد من مخاطر ارتفاع الضغط والسكري.
العوامل الوراثية:
تلعب العوامل الوراثية دورًا في زيادة خطر الإصابة بكل من ارتفاع الضغط والسكري. إذا كان هناك تاريخ عائلي للأمراض، فإن الفرد يكون أكثر عرضة للإصابة.
التوتر:
يؤثر التوتر المستمر على مستويات ضغط الدم، وقد يسهم أيضًا في اضطرابات مستوى السكر في الدم.
الآليات التي تربط ارتفاع ضغط الدم بخطر الإصابة بالسكري
مقاومة الأنسولين:
يساهم ارتفاع الضغط في زيادة مقاومة الأنسولين. مع زيادة مستويات ضغط الدم، تتأثر قدرة الجسم على استخدام الأنسولين بفاعلية، مما يؤدي إلى ارتفاع مستويات السكر في الدم.
التهاب مزمن:
يُعتبر التهاب الأنسجة من الآليات المرتبطة بكلا الحالتين.
حيث يُعتقد أن الالتهاب المزمن يؤثر على وظيفة الأنسولين، مما يُعزز من احتمالية الإصابة بالسكري.
تأثير الهرمونات:
يمكن أن تؤدي اضطرابات الهرمونات، مثل الأدرينالين والهرمونات الكظرية، إلى ارتفاع الضغط وزيادة مقاومة الأنسولين، مما يزيد من خطر السكري.
تأثير الأوعية الدموية:
يمكن أن يؤدي ارتفاع ضغط الدم إلى تلف الأوعية الدموية، مما يؤثر سلبًا على تدفق الدم إلى الأنسجة. هذا التأثير يمكن أن يُضعف قدرة الجسم على تنظيم مستويات السكر في الدم.
وجدير بالذكر، تشير الأدلة إلى وجود علاقة قوية بين ارتفاع الضغط ومرض السكري، مما يُبرز أهمية مراقبة كلا الحالتين بشكل دوري. من خلال إدارة عوامل الخطر المشتركة، مثل الوزن والنمط الغذائي ونمط الحياة، يمكن تقليل احتمالية الإصابة بهذين الاضطرابين. يعتبر التوعية الصحية والتقييم المنتظم للضغط ومستوى السكر جزءًا أساسيًا من الرعاية الصحية للوقاية من المضاعفات المحتملة.