أصدرت منظمة الصحة العالمية بيانًا تحذيريًا حول اضطراب التوتر الحاد، وهو رد فعل نفسي قد يصيب الأفراد بشكل مفاجئ بعد تعرضهم لأحداث صادمة أو شديدة التأثير، كالتعرض لحوادث خطيرة، أو فقدان أحد الأحباء، أو المرور بكارثة طبيعية.
وتهدف المنظمة من خلال هذا البيان إلى نشر الوعي حول هذا الاضطراب، وأهمية التماس الدعم والعلاج عند الحاجة لتقليل الأعراض وتحسين الصحة النفسية.
وأوضح البيان أن اضطراب التوتر الحاد يمكن أن يتسبب بأعراض نفسية وجسدية عدة، منها الانسحاب الاجتماعي، والشعور بالانفصال عن المحيط، وتجنب الأماكن أو الأشخاص المرتبطين بالحدث الصادم، بالإضافة إلى تكرار الذكريات المؤلمة أو الكوابيس، الأرق، القلق، والغضب المفرط.
وأكدت المنظمة أن هذه الأعراض قد تظهر لدى الأطفال أيضًا، بشكل مختلف، حيث قد يعانون من آلام جسدية مثل الصداع وآلام المعدة، أو زيادة التشبث بالأهل، أو التبول اللاإرادي، إضافة إلى فرط النشاط أو السلوكيات التخريبية، أما بالنسبة للمراهقين، فقد يظهر لديهم الميل إلى تعاطي المواد المخدرة أو التصرف بانفعالية شديدة.
وذكرت المنظمة أن أعراض اضطراب التوتر الحاد تستمر عادةً بين 3 أيام و30 يومًا، داعيةً إلى التماس الدعم النفسي الفوري في حال كانت الأعراض تؤثر بشكل كبير على الصحة النفسية، أو تعرقل العمل والعلاقات الاجتماعية.
وأشارت منظمة الصحة العالمية إلى أن العلاج النفسي، مثل العلاج السلوكي المعرفي، قد يساعد المصابين على التعامل مع الذكريات الصادمة، وتجنب المحفزات المرتبطة بالأحداث المؤلمة، كما قد يتم اللجوء إلى الأدوية لتخفيف أعراض القلق والاكتئاب ولكن تحت إشراف طبي مختص.
واختتم البيان بالتأكيد على أهمية الدعم العائلي والاجتماعي للأشخاص المصابين، وتشجيعهم على التحدث عن تجربتهم في بيئة داعمة ومتفهمة، ما يعزز من فرص التعافي ويمنحهم القدرة على العودة إلى حياتهم الطبيعية.