في خطوة وصفتها الأوساط العلمية بأنها “ثورية”، تمكنت امرأة صينية مصابة بمرض السكري من النوع الأول من الشفاء بفضل علاج جديد يعتمد على زراعة خلايا مأخوذة من جسدها، لتصبح بذلك أول حالة في العالم تستعيد إنتاج الإنسولين الطبيعي بطريقة مستدامة.
زرع خلايا الجزيرات.. تقنية مبتكرة في مواجهة مرض السكري من النوع الأول
نجحت المريضة الصينية البالغة من العمر 25 عامًا من إنتاج الإنسولين الطبيعي لأكثر من عام بعد خضوعها لعملية زراعة جزيرات في الجزء العلوي من بطنها بالقرب من البنكرياس، مما يتيح مراقبتها بأمان عبر التصوير بالرنين المغناطيسي. ويعد هذا التطور طفرة نوعية مقارنة بزراعة الخلايا الجذعية في الكبد التي كانت تستخدم سابقًا والتي يصعب مراقبتها أو إزالتها في حال رفض الجهاز المناعي، لتتمكن من القضاء على مرض السكري من النوع الأول
تحديات واستفسارات حول فعالية العلاج على المدى الطويل
ورغم التقدم المذهل، يبدي بعض الخبراء، مثل د. جاي سكيلر من جامعة ميامي، تحفظات حول النتائج، حيث يرون ضرورة الانتظار لمدة أطول، تصل إلى خمس سنوات، قبل التأكد من استمرارية إنتاج الإنسولين وتقييم فعالية العلاج. كما أن هذه الطريقة، التي تستغني عن الأدوية المثبطة للمناعة، قد تثير تساؤلات حول مدى قابليتها للتطبيق لدى جميع المرضى.
علاج مستدام وأمل جديد لمرضى السكري من النوع الأول
تشير الأبحاث إلى أن توجيه خلايا المريض المستخرجة لتصبح خلايا جذعية متخصصة ومن ثم زراعتها، قد يقلل من مخاطر رفض الجسم لها مقارنة بعمليات زراعة الخلايا التقليدية، ما يعزز الآمال في تطوير علاجات فعالة ومستدامة لمرضى السكري من النوع الأول في المستقبل.
ويُعتبر هذا الإنجاز بمثابة بداية عصر جديد في علاج مرض السكري من النوع الأول، مما يفتح أبواب الأمل للعديد من المرضى حول العالم.