-
دور العقل في الشعور بجودة النوم
في خضم حياتنا السريعة والمليئة بالتحديات، قد نُرجع شعورنا بالتعب إلى قلة النوم، ولكن هل فكرت يوماً أن أفكارك يمكن أن تكون هي المحدد الرئيسي لشعورك بتجربة نوم جيدة؟ تقول نيكول تانغ، مديرة مختبر “وارويك” للنوم والألم بجامعة وارويك في المملكة المتحدة، إن تقييم جودة النوم لا يعتمد فقط على عدد الساعات، بل يتأثر بما نفكر فيه قبل وبعد النوم.
الأرق المتناقض.. ساعات النوم لا تروي القصة كاملة
لطالما حيّرت العلماء ظاهرة “الأرق المتناقض”، حيث يشكو البعض من شعورهم بالتعب رغم نومهم لساعات كافية، كما تكشف الأبحاث أن تقييمنا الذاتي لجودة النوم، والحالة المزاجية التي نمر بها، يمكن أن تكون لهما تأثيرات أعمق من عدد الساعات الفعلية للنوم. وعلى الرغم من ذلك، يستمر الكثيرون في الاعتقاد بأن النوم المتقطع هو السبب الوحيد وراء شعورهم بالإرهاق.
هل هناك عدد مثالي لساعات النوم؟
في الوقت الذي تشدد فيه إعلانات الصحة على أهمية النوم لفترات محددة لتحسين الصحة العامة، يشير بعض الخبراء إلى أن هذه العلاقة غير واضحة تماماً. يقول ديفيد سامسون، عالم الأنثروبولوجيا ومدير مختبر النوم في جامعة تورنتو، إنه في مجتمعات الصيد والجمع، تتراوح ساعات النوم بين 5.7 و7.1 ساعة ليلاً، ولكن رغم قصرها، فإن الأرق لا يمثل مشكلة بارزة كما في المجتمعات الحديثة.
تأثير الثقافات المختلفة على مفاهيم النوم
تشير الدراسات إلى اختلافات جذرية في تصورات الشعوب حول جودة النوم. فعلى سبيل المثال، في مجتمعات تقليدية في ناميبيا وبوليفيا، لا يعاني الأفراد من الأرق بنسبة مرتفعة، ولا توجد حتى كلمة “أرق” في لغتهم. وأظهرت استطلاعات في تلك المجتمعات أن غالبية الأفراد راضون عن نومهم، رغم قصر مدته مقارنة بدول أكثر تطوراً.
مرونة الاحتياجات الفردية للنوم
يشير باحثون من جامعة أوسلو إلى ضرورة النظر إلى الحاجة للنوم بوصفها متغيرة وديناميكية، تتكيف مع الظروف المحيطة. فليست هناك قاعدة واحدة لعدد الساعات المثالية للجميع، بل تتأثر بعوامل بيئية وثقافية ونفسية.
التصور الذاتي للنوم قد يغير شعورك بالتعب
في نهاية المطاف، قد تكون قدرتك على تغيير شعورك بالراحة في الصباح، مرتبطة أكثر بما تعتقده عن نومك، وليس فقط بعدد الساعات التي تقضيها في النوم. ربما يكون الشعور باليقظة متاحاً بدون الحاجة لزيادة ساعات النوم، فقط بتغيير نظرتك للتجربة.