يعتبر الأنف حاجزاً منيعاً ضد الفيروسات والبكتيريا، ويؤدي دوراً رئيسياً كخط الدفاع الأول للجسم في مواجهة العدوى. ورغم الاعتقاد الشائع بأن الهواء البارد وحده هو سبب الأمراض في فصل الشتاء، فإن الحقيقة أكثر تعقيداً؛ حيث تسهم درجات الحرارة المنخفضة في إضعاف فعالية الأنف كدرع واقٍ.
ترطيب الهواء
الدكتورة إيمي براون، أخصائية أمراض الرئة، توضح أن الأنف مصمم لتصفية المهيجات البيئية وترطيب الهواء قبل أن يصل إلى الرئتين، لكن استنشاق الهواء البارد والجاف يضعف قدرته على أداء هذه المهام بكفاءة. عندما يجف الهواء، يعمل الأنف بجهد إضافي لترطيب الهواء المستنشق، مما يزيد من فرصة دخول الفيروسات، مثل تلك المسببة لنزلات البرد.
التصدي للعدوى
يُظهر الخبراء أن طبقة المخاط داخل الأنف تلعب دوراً محورياً في التصدي للعدوى، حيث تعمل كحاجز يحبس الجسيمات الضارة. وعندما تدخل الفيروسات أو البكتيريا الأنف، تنشط الخلايا المبطنة لتكوين حويصلات وقائية تحمي الجسم. ولكن هذه الدفاعات قد تتعرض للخطر في الظروف الجافة، سواء بسبب الطقس أو العوامل البيئية الأخرى مثل التدخين، الحساسية، وبعض الأدوية.
الحد من التعرض للهواء الجاف
للحفاظ على الأنف في أفضل حالاته، ينصح الخبراء بالحد من التعرض للهواء الجاف وضبط مستويات الرطوبة في المنازل، حيث يمكن أن يساعد جهاز الترطيب في تحقيق التوازن، بشرط تجنب الرطوبة الزائدة التي قد تؤدي إلى نمو العفن.
تعد حماية الأنف من الجفاف بمثابة خطوة أساسية للحفاظ على صحة الجهاز التنفسي، والتأكد من أن خط الدفاع الأول للجسم يعمل بكفاءة خلال موسم البرد.