تعد الحروق من أكثر الإصابات المؤثرة نفسيًا وجسديًا، خاصة عندما تترك آثارًا واضحة على الجلد لفترة طويلة، ومع تطور الطب التجميلي، أصبح من الممكن إجراء عملية تجميل الحروق القديمة لتحسين مظهر الجلد واستعادة جزء من الثقة المفقودة، لكن هل يمكن فعلاً إخفاء آثار الحروق القديمة؟ وما التقنيات المتاحة؟ وهل تناسب كل الحالات؟
نستعرض لكم عبر موقع شهد تفاصيل عمليات التجميل الخاصة بالحروق القديمة، أنواعها، نتائجها المحتملة، وأهم ما يجب معرفته قبل اتخاذ القرار.
اقرأ أبضا.. إليك أفضل كريم مرطب لعلاج التصبغات الجلدية عند الرجال
ما هي عملية تجميل الحروق القديمة؟
عملية تجميل الحروق القديمة هي إجراء طبي أو جراحي يهدف إلى تحسين مظهر الجلد الذي تعرض لتشوهات أو ندوب ناتجة عن حروق سابقة، سواء كانت سطحية أو عميقة، وقد مضى عليها شهور أو حتى سنوات، لا تهدف العملية فقط إلى الناحية الجمالية، بل قد تساعد أيضًا في تحسين حركة الأطراف إن كانت الحروق قد أثرت على المفاصل أو الجلد المشدود.
متى ينصح بإجراء العملية؟
ينصح بالتفكير في عملية تجميل الحروق القديمة في الحالات التالية:
-وجود ندوب بارزة أو مشوهة تسبب انزعاجًا نفسيًا
-تقييد حركة أحد الأطراف بسبب شد الجلد أو انكماشه
-تغير لون الجلد بشكل واضح في مناطق معينة
-عدم فاعلية العلاجات الموضعية أو الليزر في تحسين شكل الندبة
من الضروري الانتظار حتى يلتئم الجلد تمامًا بعد الحرق، وغالبًا ما يكون هذا بعد مرور 12 إلى 18 شهرًا، لضمان استقرار الأنسجة قبل التدخل الجراحي أو العلاجي.
أنواع عمليات تجميل الحروق
تتعدد الطرق المستخدمة في علاج آثار الحروق القديمة، وتختلف بحسب عمق الندبة ومكانها وطبيعة الجلد، ومنها:
1. الليزر التجميلي:
يستخدم لتحسين ملمس الجلد وتقليل التصبغات والندبات السطحية، ويعد خيارًا شائعًا للحروق من الدرجة الأولى والثانية.
2. ترقيع الجلد (Skin Grafting):
يستخدم عندما تكون مساحة الحرق واسعة أو عند وجود فقد في الجلد، ويؤخذ جزء من جلد المريض نفسه (عادة من الفخذ أو الظهر) ليُزرع في منطقة الحرق.
3. توسيع الجلد (Tissue Expansion):
تقنية تستخدم جهازًا يتم زرعه تحت الجلد السليم لتوسيعه تدريجيًا، ثم استخدام الجلد الممتد لتغطية المنطقة المتضررة.
4. الجراحة التجميلية الدقيقة:
وتستخدم لإزالة الندبات الغائرة أو المرتفعة جدًا، أو لإعادة بناء شكل معين من ملامح الجسم المتضررة.
5. الحقن بالفيلر أو الدهون الذاتية:
تستخدم لتسوية سطح الجلد إذا كانت الندبة غائرة، مما يساعد في تحسين مظهرها.
رغم أن عملية تجميل الحروق القديمة لا تعيد الجلد إلى حالته الطبيعية بنسبة 100%، إلا أنها تحدث فرقًا كبيرًا في شكل الندبة ومرونة الجلد.
النتائج تعتمد على عوامل مثل:
-عمق ودرجة الحرق
-عمر المريض ونوع بشرته
-مكان الحرق في الجسم
-نوع التقنية المستخدمة ومدى استجابة الجسم لها
وقد تحتاج بعض الحالات إلى أكثر من جلسة أو عملية للحصول على النتيجة المطلوبة.
هل العملية مؤلمة أو خطيرة؟
تجرى معظم الإجراءات تحت التخدير الموضعي أو العام، بحسب نوع التدخل،
الألم بعد الجراحة غالبًا ما يكون بسيطًا إلى متوسط، ويمكن السيطرة عليه بالمسكنات، أما المخاطر فهي نادرة، وتشمل العدوى أو عدم التئام الجرح بسرعة، ويمكن تجنبها باختيار طبيب مختص واتباع التعليمات بدقة بعد العملية.
نصائح قبل وبعد العملية
-استشارة طبيب متخصص في جراحة التجميل أو الحروق
-عمل تقييم شامل للحالة عبر الصور والفحوصات
-عدم التعرض لأشعة الشمس المباشرة قبل وبعد العملية
-المواظبة على استخدام الكريمات
ما هي الموصوفة بعد العملية؟
التحلي بالصبر فنتائج التجميل تظهر تدريجيًا خلال أسابيع أو أشهر
عملية تجميل الحروق القديمة أصبحت اليوم خيارًا آمنًا ومتاحًا لتحسين شكل الجلد وتقليل تأثير الصدمة النفسية الناتجة عن الحروق، ورغم أن لكل حالة خصوصيتها، إلا أن التقدم الطبي قد أتاح خيارات متعددة تساعد المرضى على استعادة ثقتهم بأنفسهم، وإذا كنت أو أحد أقاربك يعاني من آثار حروق قديمة، فلا تتردد في استشارة مختص، لأن الحل قد يكون أقرب مما تتخيل.