دور الأخصائي الاجتماعي مع مرضى القلب أصبح جزءًا لا يتجزأ من المنظومة العلاجية المتكاملة التي تهدف إلى تحسين الحالة الصحية والنفسية للمريض، فمريض القلب لا يحتاج فقط إلى دواء أو عملية جراحية، بل إلى من يسانده نفسيًا، ويهيئ له بيئة اجتماعية داعمة تعينه على التكيّف مع المرض وتحدياته.
وفي هذا الموضوع، يسلط موقع شهد الضوء على الدور الحيوي الذي يلعبه الأخصائي الاجتماعي في دعم مرضى القلب داخل المستشفيات وخارجها، وأهم المهام التي يقوم بها بالتعاون مع الفريق الطبي والأسرة، بالإضافة إلى إجابات لأبرز الأسئلة التي يطرحها المرضى وذويهم.
اقرأ أيضا.. السمنة تزيد وفيات مرضى القلب في أميركا بنسبة 180%.. دراسة تكشف الأثر المقلق
لماذا يحتاج مريض القلب إلى دعم اجتماعي متخصص؟
مرض القلب من الأمراض المزمنة التي قد تؤثر على حياة المريض من جوانب متعددة: نفسيًا، اجتماعيًا، ووظيفيًا، لذلك فإن دور الأخصائي الاجتماعي مع مرضى القلب يشمل:
-تقييم الوضع النفسي والاجتماعي للمريض
-تخفيف مشاعر القلق والتوتر المرتبطة بالمرض أو العمليات الجراحية
-تمكين المريض من التكيّف مع التغييرات الصحية والمهنية
-تثقيف الأسرة وتوجيهها حول أساليب الدعم الإيجابي

أبرز مهام الأخصائي الاجتماعي في رعاية مرضى القلب
1. التقييم النفسي والاجتماعي:
يقوم الأخصائي بإجراء مقابلة مع المريض لفهم ظروفه النفسية والأسرية والاقتصادية، وتحديد التحديات التي قد تؤثر على خطة العلاج.
2. تقديم الدعم النفسي:
يساعد المريض في التعامل مع مشاعر الخوف أو الاكتئاب الناتجة عن التشخيص أو العمليات القلبية أو تغيّر نمط الحياة.
3. التوعية والتثقيف الصحي:
يوصل المعلومات الطبية بلغة مبسطة، ويشرح أهمية النظام الغذائي، العلاج، والالتزام بالأدوية.
4. دعم الأسرة ومقدمي الرعاية:
يساعد أفراد العائلة على فهم احتياجات المريض وتقديم الدعم المناسب دون توتر أو ضغط.
5. التنسيق مع الفريق الطبي:
يتواصل مع الأطباء والتمريض لتنسيق الجهود وتقديم ملاحظات اجتماعية قد تحدث فارقًا في خطة العلاج.
6. المتابعة بعد الخروج من المستشفى:
يرافق المريض في رحلة التعافي من خلال الزيارات المنزلية أو برامج الدعم المجتمعي.
الأسئلة الشائعة حول دور الأخصائي الاجتماعي مع مرضى القلب
هل الأخصائي الاجتماعي يتدخل فقط في الحالات النفسية الصعبة؟
لا، دوره أوسع من ذلك؛ فهو يعمل بشكل وقائي أيضًا، ويساعد حتى المرضى المستقرين نفسيًا على التكيّف الاجتماعي مع المرض.
هل الأخصائي الاجتماعي يقدم علاجًا نفسيًا؟
ليس بالمعنى العلاجي الكامل، ولكنه يقدم دعمًا نفسيًا أوليًا، ويحيل الحالات المتقدمة إلى الطبيب النفسي عند الحاجة.
هل وجود الأخصائي الاجتماعي إلزامي في كل المستشفيات؟
في أغلب المستشفيات الكبيرة ومراكز القلب المتخصصة، نعم، أما في بعض المراكز الصغيرة، فقد يتم تحويل المريض إلى مختص اجتماعي خارجي عند الحاجة.
ما الفرق بين الأخصائي الاجتماعي والممرض؟
الأخصائي يركز على الجوانب النفسية والاجتماعية لحياة المريض، بينما يهتم الممرض بالجانب السريري والطبي المباشر.
هل يمكن للأسرة التواصل مع الأخصائي بشكل مستقل عن الطبيب؟
نعم، في كثير من الحالات يشجع على ذلك، لأن الأسرة شريك مهم في خطة الدعم النفسي والاجتماعي.
دور الأخصائي الاجتماعي مع مرضى القلب ليس دورًا ثانويًا أو تكميليًا، بل هو ضرورة حقيقية ضمن منظومة الرعاية المتكاملة، المريض الذي يجد من يواسيه، يطمئنه، ويفهم ظروفه، يكون أكثر التزامًا بخطة العلاج، وأكثر استعدادًا للتعايش مع مرضه بصورة إيجابية، ومن هنا، فإن دمج الأخصائي الاجتماعي في الرعاية الصحية لمرضى القلب هو خطوة أساسية نحو شفاء شامل يشمل الجسد والنفس معًا.