تعد مشاكل النوم من أكثر ما يشغل بال الأمهات في مراحل الطفولة المبكرة، حيث يلاحظن استيقاظ أطفالهن المتكرر خلال الليل أو معاناتهم في النوم، وبينما يعتقد أحيانًا أن الأمر طبيعي وعابر، إلا أن تجاهل الأمر قد يخفي أسبابًا أعمق، وفي هذا السياق، يبرز السؤال المهم: ما هي أسباب الأرق الليلي للأطفال؟ وهل يمكن التعامل معها دون اللجوء إلى مهدئات أو حلول مؤقتة؟ في السطور التالية نقدم لك إجابة شاملة، مدعومة برأي المختصين، لفهم جذور المشكلة واختيار الحل المناسب لطفلك.
ما أسباب الأرق الليلي للأطفال؟
تتعدد أسباب الأرق الليلي للأطفال حيث يشعر الطفل بصعوبة في بدء النوم أو الاستمرار فيه، وقد يظهر في شكل:
-تأخر في النوم رغم التعب
-الاستيقاظ المتكرر خلال الليل
-قلة عدد ساعات النوم مقارنة بالمتوسط العمري
-الشعور بالإرهاق أو النعاس نهارًا
ما المعدل الطبيعي لنوم الأطفال؟
-الرضع (من 4 إلى 12 شهرًا): 12–16 ساعة يوميًا
-الأطفال من سنة إلى سنتين: 11–14 ساعة
-من 3 إلى 5 سنوات: 10–13 ساعة
-من 6 إلى 12 سنة: 9–12 ساعة
إذا كانت ساعات النوم أقل بكثير من هذا المتوسط، واستمر ذلك لعدة أيام، فقد يكون السبب أحد العوامل التالية:
ما أبرز أسباب الأرق الليلي للأطفال؟
1. القلق أو التوتر
حتى الأطفال الصغار قد يشعرون بالقلق من الانفصال عن الوالدين أو عند بدء الحضانة أو المدرسة، مما يؤدي لصعوبة في النوم أو كوابيس ليلية.
2. الإفراط في الشاشات
استخدام الأجهزة اللوحية أو مشاهدة التلفاز قبل النوم يؤثر على إفراز هرمون الميلاتونين، ويؤخر دخول الطفل في النوم.
3. فرط النشاط خلال اليوم
بعض الأطفال يعانون من فرط الحركة (ADHD)، ما يجعل تهدئتهم للنوم أمرًا صعبًا جدًا.
4. تناول الكافيين أو السكريات مساءً
كثير من الحلويات أو المشروبات الغازية تحتوي على مواد منبهة تؤثر على نوم الطفل.
5. الروتين غير المنتظم
غياب نظام ثابت لوقت النوم والاستيقاظ يجعل الجسم لا يعرف متى يحين موعد الراحة، مما يسبب اضطرابًا في الساعة البيولوجية للطفل.
6. مشاكل صحية أو عضوية
مثل: التهابات الأذن، الحساسية، انقطاع التنفس الليلي، آلام النمو، أو التبول اللاإرادي.
7. الخوف من الظلام أو النوم وحيدًا
خوف طبيعي عند الأطفال، لكنه قد يتحول لأرق إذا لم يُتعامل معه بلطف وتدرّج.
كيف أساعد طفلي على تجاوز الأرق؟
إليكِ بعض النصائح العملية:
-ضعي روتينًا ثابتًا للنوم: (مثل قراءة قصة – إغلاق الأضواء – تهدئة الجو العام).
-تجنبي الشاشات قبل النوم بساعتين على الأقل.
-قدمي وجبة عشاء خفيفة ومبكرة تحتوي على مكونات مهدئة مثل الموز أو الحليب الدافئ.
-استخدمي أضواء خافتة في غرفة النوم، وحاولي أن تكون حرارة الغرفة معتدلة.
-تحدثي مع طفلك بلغة مريحة قبل النوم، واطمئنيه إن كان يشعر بالخوف.
-قللي من الأنشطة الحركية أو الألعاب الحماسية قبل النوم.
متى أستشير الطبيب؟
راجعي طبيب الأطفال أو أخصائي نوم الأطفال في الحالات التالية:
-استمرار الأرق لأكثر من أسبوعين
-معاناة الطفل من النعاس المفرط أو تقلب المزاج في النهار
-ظهور سلوكيات غير معتادة أثناء النوم (مثل المشي أو الصراخ الليلي)
-الاشتباه بوجود مشاكل تنفسية أثناء النوم (شخير أو توقف النفس)
أسئلة شائعة:
هل المكملات المهدئة آمنة للأطفال؟
لا ينصح باستخدام أي مهدئات أو مكملات دون وصفة طبية، حتى لو كانت طبيعية مثل الميلاتونين.
هل من الطبيعي أن يخاف الطفل من النوم وحده؟
نعم، لكنه خوف يمكن التعامل معه تدريجيًا من خلال الطمأنة وترك باب الغرفة مفتوحًا أو إضاءة خافتة.
هل الأرق يؤثر على النمو؟
قلة النوم المزمنة قد تؤثر على التركيز، المناعة، وحتى هرمونات النمو، لذا لا يجب إهمالها.
الأرق الليلي عند الأطفال مشكلة شائعة لكنها قابلة للعلاج بالحب والتنظيم والوعي، المفتاح هو فهم السبب الجذري والتعامل معه بلطف، دون اللجوء للعقاب أو الضغط، فالطفل يحتاج إلى الأمان قبل النوم بقدر ما يحتاج إلى الوسادة.