في كثير من الثقافات التقليدية يُعد الشمر للرضع من العلاجات العشبية الشهيرة التي تستخدمها الأمهات لتخفيف المغص والغازات، إذ يُعرف الشمر بخصائصه المهدئة والمضادة للتشنجات، ولكن هل هو حقًا آمن للأطفال حديثي الولادة؟ وما مدى صحة هذه المعتقدات الشائعة؟
الشمر نبات عطري يحتوي على مركبات طبيعية فعالة، أبرزها الأنثول، والتي يُقال إنها تخفف من تقلصات الأمعاء وتُسكن الألم، ولهذا يُستخدم في حالات المغص عند الرضع، خاصةً في الأشهر الأولى بعد الولادة.
هل الشمر يناسب الرضع؟ وما موقف الطب الحديث؟
بحسب أطباء الأطفال فإن الشمر للرضع قد يكون مفيدًا في بعض الحالات عند استخدامه بتركيزات منخفضة جدًا، لكنهم يشددون على ضرورة الحذر الشديد خاصةً عند إعطائه للأطفال دون استشارة طبية. الجهاز الهضمي للرضيع لا يزال في مرحلة النمو، مما يجعله أكثر حساسية تجاه أي مادة خارجية، وتوصي الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال بعدم استخدام الأعشاب الطبية للأطفال دون عمر الستة أشهر إلا تحت إشراف طبي مباشر.
تعرف على: أضرار الشاي الأخضر على الأطفال.. الحقيقة الكاملة التي يجب أن تعرفها كل أم
هل بذور الشمر آمنة للأطفال حديثي الولادة؟
تشير بعض الدراسات إلى أن مستخلص بذور الشمر يحتوي على مركبات قد تكون قوية على الجهاز العصبي للرضيع، ما يثير تساؤلات حول سلامة استخدامها لدى الأطفال حديثي الولادة، ورغم استخدام بذور الشمر منذ قرون في الطب التقليدي فإن الأطباء يحذرون من غياب الدراسات الكافية التي تؤكد أمان استخدامها عند الأطفال في هذا العمر الحساس، وفي بعض الحالات، قد تؤدي المركبات الموجودة في الشمر إلى أعراض جانبية مثل النعاس المفرط أو التحسس.
ما هي أضرار الشمر على الرضع؟
رغم الفوائد المتوقعة قد يؤدي استخدام الشمر للرضع إلى بعض الأعراض السلبية خصوصًا عند استخدامه بتركيزات عالية أو لفترات طويلة، وتشمل أبرز الأضرار المحتملة:-
– اضطرابات في التنفس.
-ردود فعل تحسسية نادرة.
– اضطراب في حركة الأمعاء.
ولهذا فإن استخدام الشمر يجب أن يكون بشكل مدروس وتحت إشراف طبيب مختص، خاصةً للرضع الذين يعانون من أمراض مزمنة أو مشاكل في القلب أو التنفس.
طريقة تحضير الشمر للرضع بطريقة آمنة
في حال أوصى الطبيب باستخدام الشمر فإن أفضل طريقة لتقديمه هي تحضير شاي خفيف جدًا من بذور الشمر. ويتم ذلك بغلي كمية صغيرة جدًا من بذور الشمر (حوالي 1/4 ملعقة صغيرة) في كوب ماء، ثم تركه ليبرد تمامًا وتصفيته جيدًا قبل إعطائه للرضيع، ويُفضل ألا تتجاوز الكمية ملعقة صغيرة مرة واحدة في اليوم، كما يُنصح بعدم إضافة السكر أو أي مكونات أخرى، وعدم الاستمرار على الشمر لأكثر من يومين متتاليين دون مراجعة الطبيب.
(خلاصة) الشمر للرضع… بين الفائدة والحذر
رغم الانتشار الواسع لاستخدام الشمر للرضع إلا أن الطب الحديث يدعو إلى التعامل بحذر مع هذه النبتة، نظرًا لغياب الأدلة الكافية على أمانها التام للأطفال الرضع، لذلك تظل استشارة طبيب الأطفال هي الخيار الأكثر أمانًا قبل تقديم أي نوع من الأعشاب للرضيع.