كشفت دراسة علمية حديثة، أن الإصابة بالإنفلونزا البشرية أو تلقي لقاحها قد يوفر حماية محتملة ضد إنفلونزا الطيور، أحد أخطر الفيروسات التي تثير القلق العالمي، وأجرى الدراسة باحثون من مركز ابتكار اللقاحات ومعهد “لا غولا” لعلم المناعة في الولايات المتحدة، ونشرت نتائجها في مجلة (mBio) في ديسمبر 2024، ونقلتها مجلة “نيوزويك”.
الإنفلونزا البشرية وإنفلونزا الطيور
وأوضحت الدراسة أن الأفراد الذين أصيبوا بالإنفلونزا البشرية أو تلقوا لقاحها يمتلكون خلايا تائية -نوع من خلايا الدم البيضاء- قادرة على الاستجابة السريعة ضد فيروس (H5N1)، المعروف بإنفلونزا الطيور، وقالت ألبا غريفوني، الأستاذة المساعدة في معهد “لا غولا” لعلم المناعة: “الخلايا التائية لدينا قادرة، في أغلب الحالات، على توفير مناعة مسبقة ضد فيروس إنفلونزا الطيور، وهذا خبر جيد قد يساعد في التخفيف من حدة العدوى”.
وقارن الباحثون التسلسلات الجينية لفيروس إنفلونزا الطيور بفيروسات الإنفلونزا الموسمية، ووجدوا أوجه تشابه بينها في أجزاء معينة من الجينوم، هذا التشابه يسمح للخلايا التائية، التي تكونت من إصابات أو لقاحات سابقة ضد الإنفلونزا، بالتعرف على الفيروس الجديد ومهاجمته.
اقرأ أيضًا: فلوميست.. أول لقاح أنفي منزلي يغير قواعد مكافحة الإنفلونزا
أهمية الخلايا التائية
والخلايا التائية تلعب دورا حيويا في الجهاز المناعي التكيفي، حيث تتذكر العدوى السابقة وتساعد في التصدي للفيروسات مستقبلا بشكل أسرع وأكثر كفاءة.
وتعد إنفلونزا الطيور من أكثر الأمراض الفيروسية المثيرة للقلق، خاصة الفيروس الفرعي (H5N1)، الذي ظهر لأول مرة عام 1997 في هونغ كونغ. ورغم انتقاله بشكل محدود من الطيور إلى البشر، إلا أنه يثير مخاوف من تحوره ليصبح قادرا على الانتقال بين البشر، ووفقا للمراكز الأمريكية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها، تم تسجيل 66 إصابة بشرية بفيروس إنفلونزا الطيور في الولايات المتحدة منذ بداية عام 2024، جميعها ناجمة عن التعرض المباشر للطيور المصابة.
وتشير الدراسة إلى أن المناعة المكتسبة من الإصابة بالإنفلونزا البشرية أو تلقي لقاحها قد تشكل خط الدفاع الأول في حالة تفشي إنفلونزا الطيور بين البشر، وكتب الباحثون في الورقة البحثية “نتوقع وجود درجة من المناعة المسبقة لدى البشر يمكنها أن تخفف من شدة عدوى (H5N1) البشرية”.