مع استمرار تداعيات جائحة كورونا، تسلط التقارير الطبية الحديثة الضوء على فيروس جديد يحمل تهديدًا صحيًا عالميًا، وهو الفيروس الرئوي البشري (HMPV)، الذي ظهر بقوة في شرق وجنوب آسيا، مثيرًا مخاوف من أزمة صحية جديدة، ويتميز هذا الفيروس بأعراض مشابهة لنزلات البرد والإنفلونزا، لكنه يشكل خطرًا خاصًا على الفئات الضعيفة مثل الأطفال وكبار السن، وتم اكتشاف “الفيروس الرئوي البشري” لأول مرة في عام 2001 على يد باحثين هولنديين، ويعتقد أنه كان ينتشر بين البشر لعقود، وينتمي الفيروس إلى عائلة (Pneumoviridae) التي تضم مسببات أمراض تنفسية خطيرة أخرى مثل الفيروس المخلوي التنفسي (RSV).
أعراض الفيروس الرئوي البشري
يصيب الفيروس الرئوي البشري الجهاز التنفسي العلوي والسفلي، مما يؤدي إلى التهابات حادة في بعض الحالات، ووفقًا لتصنيف مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)، يؤثر الفيروس على جميع الفئات العمرية، لكنه يمثل تهديدًا أكبر للأطفال الصغار وكبار السن، إلى جانب الأشخاص ذوي المناعة الضعيفة، وتشمل الأعراض السعال، والحمى، وضيق التنفس، وهي أعراض قد تتفاقم لتتطلب دخول المستشفى.
وتشير التقارير إلى أن الفيروس ينتشر بسرعة في المقاطعات الآسيوية، مما أدى إلى اكتظاظ المستشفيات وزيادة الطلب على أسطوانات الأكسجين وأسِرَّة العناية المركزة، وفي هذا السياق، دعا الدكتور أتول جويل، المسؤول في المديرية العامة للخدمات الصحية بالهند، إلى عدم الذعر، مؤكدًا أن الفيروس يسبب أعراضًا تشبه نزلات البرد والإنفلونزا في أغلب الحالات.
وأكدت الأبحاث الطبية الحديثة أنه لا يوجد حاليًا لقاح أو علاج مضاد للفيروسات مخصص لمواجهة عدوى (HMPV)، وتركز إدارة الحالات المصابة على تخفيف الأعراض وتقديم الرعاية الداعمة، مثل توفير الأكسجين والعناية التنفسية.
ويشدد الأطباء على أهمية اتباع إجراءات وقائية مثل الحفاظ على النظافة الشخصية، وغسل اليدين بانتظام، وارتداء الكمامات في الأماكن المزدحمة، وتجنب التواجد في التجمعات الكبيرة قدر الإمكان، والانتباه لأي أعراض تنفسية قد تتطلب استشارة طبية.