في عالمنا الحديث، أدى الاستخدام المتزايد للضوء الاصطناعي الخارجي الساطع إلى زيادة الإنتاجية والسلامة والراحة، ولكن الإفراط في التعرض له يمكن أن يعطل إيقاعاتنا اليومية ونومنا، ما قد يكون له تأثير سلبي على صحتنا البدنية والعقلية، وتوصلت دراسة بحثية جديدة، نُشرت هذا الأسبوع في مجلة (Frontiers in Neuroscience)، إلى أن الضوء الاصطناعي المفرط في الليل، أو “تلوث الضوء”، قد يساهم في إصابة المزيد من الأشخاص بمرض الزهايمر، وخاصة البالغين الذين تقل أعمارهم عن 65 عامًا.
تلوث الضوء مرتبط بالعديد من الأمراض
ويقول الدكتور روبن “فويجت زوالا”، أستاذ مشارك في الطب ومدير مختبر أبحاث إيقاع الساعة البيولوجية في المركز الطبي لجامعة راش في شيكاغو، والمؤلف الرئيسي للدراسة: “تُظهر دراسات أخرى أن تلوث الضوء مرتبط بالعديد من الاضطرابات والأمراض، مثل مشاكل النوم والسمنة وحتى السرطان، ووجدت دراستنا أن التعرض للضوء في الليل قد يكون ضارًا بصحة الدماغ أيضًا، وخاصة بالنسبة للأفراد الذين لديهم عوامل خطر للإصابة بمرض الزهايمر، مثل التاريخ العائلي، أو النمط الجيني (APOE4+) «أقوى عامل خطر وراثي لمرض الزهايمر»، أو الأمراض المصاحبة التي تزيد من خطر الإصابة مثل أمراض القلب والأوعية الدموية”.
اقرأ أيضًا السر في الخلايا الدبقية.. ما علاقة إجهاد الدماغ بالزهايمر؟
الشباب أكثر عرضة للخطر
وباستخدام بيانات ملتقطة عبر الأقمار الصناعية، حسب مؤلفو الدراسة متوسط شدة الضوء الليلي حسب الولاية والمقاطعة (باستثناء هاواي وألاسكا) بين عامي 2012 و2018، وبالاعتماد على بيانات الرعاية الطبية، حددوا وجود مرض الزهايمر في مناطق مختلفة، وقارنوا انتشار المرض بمستوى شدة الضوء في كل منطقة، كما قاموا بدمج البيانات الطبية حول المتغيرات المعروفة أو المعتقد أنها عوامل خطر للإصابة بمرض الزهايمر.
وعند مقارنة عوامل الخطر، وجدت الدكتورة فويجت زوالا وزملاؤها أن انتشار مرض الزهايمر لدى الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 65 عامًا أو أكبر كان مرتبطًا بشكل أقوى بالتلوث الضوئي الليلي مقارنة بإدمان الكحول وأمراض الكلى المزمنة والاكتئاب والسمنة، كانت عوامل الخطر الأخرى، بما في ذلك مرض السكري وارتفاع ضغط الدم والسكتة الدماغية، مرتبطة بشكل أقوى بمرض الزهايمر من التلوث الضوئي.
ولكن بالنسبة للأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 65 عامًا، كانت شدة الضوء في الليل هي العامل الأول المرتبط بمرض الزهايمر، ولأن أي عامل خطر آخر للإصابة بالأمراض في هذه الفئة من السكان لم يكن مرتبطًا بقوة بهذا الخرف، فقد اقترح العلماء أن الشباب قد يكونون حساسين بشكل خاص لتأثيرات التعرض للضوء في الليل.
وتميل المناطق الحضرية التي تعاني من أكبر قدر من التلوث الضوئي إلى أن تهيمن عليها فئة الشباب، ويميل الشباب إلى البقاء مستيقظين حتى وقت متأخر من الليل للقيام بالأنشطة الاجتماعية، والتعرض للضوء أثناء فترة الراحة الطبيعية من شأنه أن يعطل الإيقاعات اليومية ويخلف آثارًا ضارة على الصحة.
اقرأ أيضًا اكتشاف مثير للقلق..جزيئات بلاستكية داخل قلب الإنسان!