كشفت دراسة جديدة أن الأشخاص المصابين بالتصلب المتعدد (MS)، يمكنهم تخفيف التعب بنفس الكفاءة من خلال العلاج بالكلام كما يفعلون بالأدوية، ويعاني ما يصل إلى 90 بالمائة من الأشخاص المصابين بالتصلب المتعدد من التعب في مرحلة ما من حياتهم، ويصف نصفهم التعب بأنه أكثر أعراضهم إعاقة، وفقًا لمؤلفي الدراسة، وركز العلماء على ثلاثة تدخلات: العلاج السلوكي المعرفي، ودواء مودافينيل، ومزيج من الاثنين، فالأول مصمم لمساعدة الأشخاص على التعرف على الأفكار السلبية والاستجابة لها بشكل مختلف.
اقرأ أيضًا أول حقنة لعلاج التصلب المتعدد.. ما مدى فعالية أوكرليزوماب؟
العلاج السلوكي لمرضى التصلب المتعدد
وطلب الباحثون بكلية الطب جامعة ميشيغان في آن أربور، من المشاركين في الدراسة البالغ عددهم 336 تقييم مستويات التعب لديهم قبل بدء العلاج، ومرة أخرى بعد 12 أسبوعًا، وبحلول نهاية فترة الدراسة التي استمرت 12 أسبوعًا، شهد المشاركون انخفاضًا مماثلًا – وذو مغزى سريريًا – في التعب مع العلاج السلوكي المعرفي المقدم عبر الهاتف، وتناول مودافينيل مرة أو مرتين في اليوم، ومزيج منهما، وفقًا للنتائج المنشورة في مجلة (The Lancet Neurology).
التعب أكثر أعراض التصلب المتعدد شيوعًا وقالت الدكتورة تيفاني بريلي، مؤلفة الدراسة الرئيسية والأستاذة المساعدة في علم الأعصاب في معهد ميشيغان لعلوم الأعصاب وجامعة ميشيغان في آن أربور: “التعب هو أحد أكثر أعراض التصلب المتعدد شيوعًا وإعاقة، ومع ذلك لا يزال هناك عدم يقين بشأن كيفية استخدام العلاجات المتاحة أو كيفية مقارنة العلاجات القائمة على الأدوية بالعلاجات السلوكية في العالم الحقيقي”.
وأضافت بريلي: “يقدم هذا البحث أدلة جديدة تُظهر أن العلاج السلوكي المعرفي ومودافينيل فعالان بشكل مماثل في علاج إرهاق التصلب المتعدد، وهو ما قد يشكل نهج العلاج لأحد أكثر الأعراض تحديًا التي يعاني منها الأشخاص المصابون بالتصلب المتعدد”.
ولم تظهر أي آثار جانبية مرتبطة بالعلاج السلوكي المعرفي في الدراسة الجديدة، وكانت الأكثر شيوعًا مع عقار مودافينيل هي الأرق والقلق.
التعب أحد أعراض التصلب المتعدد الشائعة وفي الدراسة، أفاد 65% من المرضى الذين خضعوا للعلاج السلوكي المعرفي، و69% ممن خضعوا للعلاج بالمودافينيل، و70% ممن خضعوا للعلاج المركب، بانخفاض “مهم سريريًا” في التعب، وهو ما يشير إلى أن التدخلات كان لها تأثير إيجابي على حياتهم اليومية، ولكن النتائج لم تكن ذات دلالة إحصائية، وهذا يعني أن التغيير في الأعراض كان صغيرًا للغاية بحيث لا يمكن استبعاد احتمال أن يكون هذا الاكتشاف راجعًا إلى الصدفة، ومع ذلك، تشير النتائج إلى أن العلاج السلوكي المعرفي والأدوية قد يكون لهما دور في المساعدة على تخفيف التعب لدى مرضى التصلب المتعدد، كما يقول الدكتور بارديا نورباخش، الأستاذ المشارك في علم الأعصاب بجامعة جونز هوبكنز في بالتيمور بولاية ماريلاند، والذي لم يشارك في الدراسة الجديدة.
كيف يمكن أن يساعد العلاج السلوكي المعرفي في علاج التعب الناتج عن التصلب المتعدد ويقول نوربخش: “يساعد العلاج السلوكي المعرفي المرضى المصابين بالتصلب المتعدد على تحديد الروابط بين أفكارهم وعواطفهم وسلوكياتهم، وخاصة تلك الأنماط التي قد تؤدي إلى تفاقم إرهاقهم، يعمل هذا النهج على تمكين الأفراد من تطوير استراتيجيات جديدة لإدارة طاقتهم، وتعديل الأفكار غير المفيدة، وخلق عادات أكثر صحة للتعامل مع التعب”.
مودافينيل قد يحارب النعاس أثناء النهار وتباينت جرعات عقار مودافينيل على نطاق واسع في الدراسة، ما يشير إلى أن الأشخاص المختلفين قد يستجيبون بشكل مختلف لهذا الدواء، ويقول نوربخش، إنه من الممكن أن يكون هذا الدواء أكثر فعالية للأشخاص الذين يعانون من التعب والنعاس المفرط أثناء النهار.
اقرأ أيضًا دخان السجائر في المنزل.. تهديد صامت لصحة الأطفال بالتصلب المتعدد!