يلعب الحب والعلاقات العاطفية الصحية دورا محوريا في تحسين الحالة النفسية للأفراد.
ويتم ذلك من خلال تعزيز الشعور بالسعادة والرضا ودعم الصحة العقلية وتحسين القدرة على التعامل مع الضغوطات النفسية.
كما تسهم هذه العلاقات العاطفية الصحية في بناء حياة نفسية وجسدية أكثر استقرارا وأمانا وتوازنا.
الحب
وقال الدكتور محمد نجيب أستاذ علم النفس بجامعة كفرالشيخ إن الدراسات العلمية أظهرت أن الحب والعلاقات الرومانسية لهما تأثير إيجابي ملحوظ على الصحة النفسية والجسدية للأفراد.
الشعور بالسعادة والرضا
وأضاف أن علاقات الحب الصحية توفر شعورا بالأمان والانتماء ما يعزز الشعور بالسعادة والرضا عن الحياة.
وأضاف أن الفرد عندما يشعر أنه محبوب ومقدر من قبل شريكه، فإن ذلك يعزز الثقة بالنفس والاعتزاز الشخصي.
وأوضح أن الحب يعزز إفراز هرمونات مثل الأوكسيتوسين والدوبامين، وهي الهرمونات المسؤولة عن الشعور بالسعادة والراحة.
الصحة العقلية والنفسية
وأكد أن العلاقات الصحية تلعب دورا كبيرا في تقليل التوتر والقلق، فعندما يجد الشخص دعماً من شريكه في الأوقات الصعبة، فإن بإمكانه التعامل مع المشاكل بشكل أكثر فعالية.
وأشار إلى أن العلاقات القوية توفر بيئة داعمة تعزز من القدرة على مواجهة الضغوطات والمشكلات الحياتية مايساهم في تحسين الصحة النفسية.
التواصل الجيد وحل المشكلات
وأوضح الدكتور محمد نجيب أن العلاقة الصحية تتطلب التواصل الجيد والتفاهم المتبادل بين الشريكين ما يعزز المهارات الاجتماعية مثل القدرة على التعبير عن المشاعر والأفكار بوضوح فيما يتعلم الأفراد كيفية إدارة الاختلافات وحل المشكلات بطريقة بناءة من خلال التواصل المستمر وهو ما يقلل التوتر ويزيد التقارب العاطفي بين الطرفين.
الصحة البدنية
وقال إنه إلى جانب التأثير النفسي، توجد أدلة تشير إلى أن الأشخاص الذين يعيشون في علاقات حب مستقرة يتمتعون بصحة بدنية أفضل.
كما أن الدراسات أثبتت أن العلاقات العاطفية الصحية يمكن أن تؤدي إلى تقليل احتمالات الإصابة بأمراض القلب وارتفاع ضغط الدم فضلا عن أنها تقلل مستوى الالتهابات في الجسم.
الاستقرار العاطفي
واعتبر أن أحد أهم الفوائد النفسية للعلاقات العاطفية هو الاستقرار العاطفي وتقليل الشعور بالوحدة.
الشعور بالوحدة
وقال إن العلاقات العاطفية الناجحة تمنح الشخص شعورا بالدعم المستمر ما يقلل فرص الشعور بالعزلة أو الوحدة ويعزز التوازن العاطفي والنفسي.
العلاقة بين الحب والأداء في العمل
ووصف “نجيب” العلاقة بين الحب والأداء في العمل بالمسألة المعقدة، حيث يتداخل الجانبان الشخصي والعاطفي مع الحياة المهنية بشكل لا يمكن تجاهله.
وأوضح أنه في الوقت الذي قد يعتقد فيه البعض أن الحب قد يشكل عامل تشتيت فإن علاقات الحب الصحية تؤثر إيجابيا على الأداء الوظيفي والمهني معددا مزاياها كالتالي:
– الشخص الذي يشعر بالسعادة والرضا في حياته الشخصية غالبا ما يحمل هذه المشاعر الإيجابية إلى مكان العمل، وهذا يعزز القدرة على الإنتاجية ويحفز الشخص على تحقيق أهدافه المهنية بنشاط وحيوية.
– عندما يكون الفرد في علاقة حب مستقرة، يجد دعماً معنوياً يساعده على التعامل مع الضغوطات المهنية بشكل أفضل حيث يقل التوتر والقلق المهني.
– الارتباط العاطفي بشخص داعم يعزز الإبداع ويزيد من التحفيز في العمل.
– يزيد من ثقة الشخص بنفسه وقدرته على التفكير بإبداع.
– الحب يدفع الشخص إلى تقديم أفضل ما لديه في العمل سواء من خلال البحث عن حلول جديدة أو زيادة التفاني في أداء المهام.
– تحسين مهارات التواصل والتفاعل الاجتماعي.
– تطوير مهارات التواصل والقدرة على الاستماع والتفاعل مع الطرف الآخر، وهذه المهارات تنتقل بشكل طبيعي إلى بيئة العمل، حيث يصبح الشخص أكثر قدرة على التعامل مع الزملاء والعملاء بفعالية.
– تقليل الغياب وتحسين الالتزام.
– الذين يتمتعون بعلاقات حب مستقرة يميلون إلى تقليل فترات الغياب عن العمل بسبب الحالة النفسية الجيدة التي يتمتعون بها.
– الحب يعزز الالتزام بالمسؤوليات الشخصية والمهنية، مما يؤدي إلى تحسين الاستمرارية والمثابرة في العمل.