أعلنت منظمة الصحة العالمية ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية أن ما يصل إلى 3.5 مليون مريض قد يفقدون حياتهم سنويًا نتيجة العدوى المرتبطة بالرعاية الصحية وذلك إذا لم تُتخذ تدابير عاجلة، وأكدت المنظمتان أن تحسين إجراءات الوقاية من العدوى ومكافحتها على جميع المستويات من شأنه أن يساعد في تقليل عدد الوفيات.
وتشير النماذج إلى أن التدخلات الوقائية لمكافحة العدوى في مراكز الرعاية الصحية التي تنظمها وزارات الصحة أو الشبكات المعتمدة قد تمنع نحو 821 ألف حالة وفاة سنويًا بحلول عام 2050.
ويترتب على هذه التدخلات أيضًا وفورات سنوية في الإنفاق على الرعاية الصحية تقدر بنحو 112 مليار دولار أمريكي، فضلاً عن تحقيق مكاسب اقتصادية تصل إلى 124 مليار دولار أمريكي.
وقال الدكتور “بروس أيلوارد”، مساعد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية لشؤون التغطية الصحية الشاملة: “تلتزم منظمة الصحة العالمية بدعم الدول لضمان أن يكون كل من يتلقى الرعاية الصحية أو يقدمها في أمان من العدوى المرتبطة بالرعاية الصحية بحلول عام 2030، ويجب أن تُعتبر الوفاء بجميع المتطلبات المتعلقة بالوقاية والحماية من العدوى ومكافحتها على المستوى الوطني وعلى مستوى مرافق الرعاية الصحية أولوية لجميع الدول لحماية المرضى والعاملين في القطاع الصحي، ومنع المعاناة”.
منظمة الصحة العالمية.. طرق الوقاية
أضاف التقرير أنه يمكن الوقاية من العديد من العدوى المرتبطة بالرعاية الصحية من خلال تحسين ممارسات الوقاية ومكافحة العدوى، بالإضافة إلى توفير خدمات المياه والصرف الصحي والنظافة الأساسية، والتي تعد “أفضل خيار” فعال من حيث التكلفة لمكافحة مقاومة مضادات الميكروبات في مؤسسات الرعاية الصحية.
وأظهر التقرير أنه رغم أن 71% من الدول لديها برامج فعالة للوقاية من العدوى ومكافحتها، فإن 6% فقط منها قد استوفت جميع متطلبات الحد الأدنى للوقاية من العدوى كما تحددها منظمة الصحة العالمية في الفترة 2023-2024، وهذا يمثل نسبة منخفضة مقارنة بالهدف الذي وضعته منظمة الصحة العالمية للوصول إلى أكثر من 90% بحلول عام 2030 في إطار خطة العمل العالمية لمكافحة العدوى.
كما أشار التقرير إلى أن المرضى في الدول منخفضة ومتوسطة الدخل معرضون للإصابة بالعدوى أثناء تقديم الرعاية الصحية بمعدل أعلى يصل إلى 20 مرة مقارنة بالمرضى في الدول ذات الدخل المرتفع.
وقال الدكتور تيدروس أدهانوم جيبريسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية: “لقد أظهرت جائحة كورونا، إلى جانب تفشي الإيبولا وماربورغ وجدرى القرود، كيف يمكن أن تنتشر مسببات الأمراض بسرعة وتزداد في مرافق الرعاية الصحية، إذ تمثل هذه العدوى تهديدًا يوميًا في كل مستشفى وعيادة، وليس فقط أثناء الأوبئة”.
وأضاف أن العدوى المرتبطة بالرعاية الصحية تؤدي إلى تمديد مدة الإقامة في المستشفيات وتسبب مضاعفات خطيرة مثل الإنتان، وفي بعض الحالات قد تصل إلى الإعاقة أو الوفاة. وأكد على أن معالجة هذه العدوى عبر تحسين الوقاية والسيطرة عليها يعد أمرًا حيويًا للحد من مقاومة مضادات الميكروبات، مشيرًا إلى أن هناك حوالي 136 مليون حالة عدوى مقاومة للمضادات الحيوية سنويًا.
التحديات والاحتياجات في مرافق الرعاية الصحية
اختتم التقرير بالحديث عن التحديات الكبيرة التي تواجهها مرافق الرعاية الصحية، مثل نقص المتخصصين في الوقاية من الأمراض ومكافحتها، وقلة الموارد والميزانيات، خاصة في البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط. كما أبلغ حوالي ربع البلدان عن نقص في إمدادات معدات الوقاية الشخصية في عام 2023.