يُعد ضغط الدم المرتفع من الأمور الشائعة التي قد تواجه المرأة الحامل، حيث يشير الأطباء إلى أن ارتفاع ضغط الدم قد يؤثر سلبًا على صحة الأم والجنين إذا لم يتم التعامل معه بعناية.
ما هو ضغط الدم الطبيعي للحامل؟
ضغط الدم هو مقياس الضغط الذي يُمارسه الدم على جدران الأوعية الدموية أثناء انتقاله عبر الجسم، يُقاس ضغط الدم بوحدتين:
الضغط الانقباضي: وهو الرقم العلوي، ويشير إلى ضغط الدم عندما ينقبض القلب.
الضغط الانبساطي: وهو الرقم السفلي، ويشير إلى الضغط عندما يكون القلب في حالة استرخاء.
للنساء غير الحوامل، يُعتبر ضغط الدم طبيعيًا إذا كان دون 120/80 ملم زئبقي، بالنسبة للحامل، فإن القيم الطبيعية قد تختلف قليلاً بسبب التغيرات الهرمونية والتغيرات في حجم الدم، ومع ذلك، يُعتبر ضغط الدم مرتفعًا عندما يصل إلى:
الضغط الانقباضي 140 ملم زئبقي أو أعلى
الضغط الانبساطي 90 ملم زئبقي أو أعلى
وفقًا لمنظمة الصحة العالمية (WHO) والجمعية الأمريكية للقلب (AHA)، فإن أي ارتفاع فوق هذه القيم يعتبر مقلقًا ويحتاج إلى استشارة طبية فورية، حيث قد يكون علامة على مشاكل صحية مثل تسمم الحمل.
أنواع ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل
هناك عدة أنواع من ارتفاع ضغط الدم قد تصيب المرأة خلال فترة الحمل، وتشمل:
1. ارتفاع ضغط الدم الحملي: يحدث بعد الأسبوع العشرين من الحمل دون ظهور بروتين في البول أو علامات أخرى على تسمم الحمل، غالبًا ما يكون مؤقتًا ويزول بعد الولادة، لكن يتطلب متابعة دقيقة.
2. تسمم الحمل: يُعد من أخطر أنواع ارتفاع ضغط الدم للحامل، حيث يكون مصحوبًا بارتفاع ضغط الدم وزيادة في بروتين البول وتورم اليدين والوجه، يُعتبر تسمم الحمل حالة طبية طارئة قد تؤدي إلى مضاعفات خطيرة للأم والجنين إذا لم تُعالج.
3. ارتفاع ضغط الدم المزمن: يحدث عندما يكون لدى المرأة ارتفاع ضغط الدم قبل الحمل أو قبل الأسبوع العشرين منه، ويستمر عادةً بعد الولادة، مما يتطلب مراقبة مستمرة وعلاجًا.
4. ارتفاع ضغط الدم المزمن مع تسمم الحمل الفائق: يحدث لدى النساء اللاتي يعانين من ارتفاع ضغط الدم المزمن ويتطور لديهن تسمم الحمل، مما يزيد من احتمالية تعرضهن لمضاعفات صحية خطيرة.
مخاطر ارتفاع ضغط الدم على الحامل والجنين
يؤدي ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل إلى زيادة خطر عدة مضاعفات صحية، من بينها:
تسمم الحمل: وهو حالة خطيرة قد تؤدي إلى تلف أعضاء حيوية مثل الكبد والكلى.
تقييد نمو الجنين: ارتفاع ضغط الدم يؤثر على تدفق الدم إلى المشيمة، مما قد يؤدي إلى تقييد نمو الجنين.
الولادة المبكرة: قد يضطر الأطباء إلى إجراء الولادة المبكرة لحماية صحة الأم والجنين.
انفصال المشيمة المبكر: وهو حالة طبية طارئة قد تؤدي إلى نزيف حاد للأم وتهدد حياة الجنين.
كيفية الحفاظ على ضغط الدم ضمن المستوى الطبيعي أثناء الحمل
لتجنب ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل، يمكن اتباع بعض التدابير الوقائية المهمة:
1. المتابعة الطبية المنتظمة: الحرص على حضور جميع زيارات المتابعة الطبية يُساعد في الكشف المبكر عن أي ارتفاع في ضغط الدم أو أي مضاعفات أخرى قد تؤثر على الحمل.
2. اتباع نظام غذائي صحي: تناول الأطعمة الصحية، مثل الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة، مع تجنب الأطعمة الغنية بالملح والدهون المشبعة.
3. ممارسة التمارين الرياضية الخفيفة: ممارسة الرياضة بشكل منتظم، مثل المشي أو السباحة، يمكن أن يساعد في تحسين الدورة الدموية والتحكم في ضغط الدم.
4. التقليل من التوتر: يمكن للتوتر أن يؤثر سلبًا على ضغط الدم، لذا يُنصح بممارسة تقنيات الاسترخاء مثل التنفس العميق أو التأمل.
5. الامتناع عن الكافيين والتدخين: الامتناع عن التدخين وتقليل استهلاك الكافيين يلعب دورًا كبيرًا في تحسين صحة الدورة الدموية.