أعلنت منظمة الصحة العالمية حالة طوارئ صحية عالمية مع تسارع انتشار فيروس “إمبوكس”، المعروف باسم جدري القرود، في أفريقيا، ويمثل ظهور سلالة جديدة من الفيروس مصدر القلق الأكبر، حيث تظل العديد من الأسئلة المتعلقة بخطورة الفيروس وقدرته على الانتقال دون إجابات واضحة.
ويقول الدكتور جيك دونينغ، عالم الفيروسات والطبيب البريطاني، إنه من المهم تجنب التسرع في ربط ما يحدث مع تجارب الإغلاق خلال جائحة كوفيد-19، مشيرًا إلى وجود ثلاثة تفشيات مختلفة للفيروس تحدث بشكل متزامن لكنها تؤثر على مجموعات مختلفة وتنتشر بطرق متنوعة.
ثلاث سلالات تحت المجهر
السلالة 1/أ: تنتشر في الغرب والشمال من جمهورية الكونغو الديمقراطية، وتنتقل عبر تناول لحوم الحيوانات البرية المصابة. وتعد الأطفال من أكثر الفئات المتضررة.
السلالة 1/ب: سلالة جديدة ظهرت في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، وتنتشر على طول طرق الشاحنات، حيث يمارس السائقون الجنس مع العاملات في تجارة الجنس. وقد امتدت هذه السلالة إلى دول جديدة، مثل كينيا وأوغندا، مما دفع منظمة الصحة العالمية لتصنيفها كتهديد صحي عالمي.
السلالة 2: تسببت في تفشي عام 2022، وكانت مرتبطة بالنشاط الجنسي، مما أدى إلى إصابة كبيرة بين المجتمعات المثلية.تحديات السيطرة على التفشي.
تواجه المناطق المتضررة، خاصة في أفريقيا، صعوبات في السيطرة على التفشي بسبب قلة الرعاية الصحية وسوء التغذية وانتشار فيروس نقص المناعة المكتسبة (HIV) غير المعالج. وسجلت جمهورية الكونغو الديمقراطية أكثر من 500 وفاة مرتبطة بتفشي الفيروس هذا العام، في ظل توقعات بارتفاع الأعداد بسبب عدم الوصول إلى العناية الطبية المناسبة.
اللقاحات والأمل الضائع
على الرغم من أن لقاحات الجدري أثبتت فعاليتها ضد الفيروس، فإن نقص الإمدادات وعدم توزيعها بشكل عادل يشكلان عائقًا أمام السيطرة على التفشي، خصوصًا في المناطق الأفريقية الأكثر تضررًا.
ويدعو الخبراء إلى اتخاذ تدابير وقائية تعتمد على تعقب حالات الإصابة وتطعيم المخالطين، مشيرين إلى أن السيناريو الأكثر إثارة للقلق في الدول الغربية هو انتقال العدوى إلى الأطفال في المدارس أو الحضانات، حيث يمكن للمرض أن ينتشر بسرعة.
مخاوف دولية من انتشار السلالات الجديدة
مع استمرار تسجيل حالات إصابة بالسلالة 1/ب في السويد ودول أوروبية أخرى، تزداد المخاوف من إمكانية ظهور موجات جديدة من التفشي خارج أفريقيا. ويرى الأطباء أن احتواء المرض من مصدره في أفريقيا سيكون المفتاح الرئيسي للسيطرة على انتشاره عالميًا.
الطبيعة غير المعروفة للسلالات الجديدة، وارتفاع معدلات الإصابة، يمثلان تحديًا مستمرًا، في وقت يبقى فيه العالم في حالة تأهب لتفشيات محتملة تهدد الاستقرار الصحي العالمي.