في إنجاز طبي تاريخي، نجح فريق بحثي من كلية غروسمان للطب بجامعة نيويورك في إجراء أول عملية زرع وجه وعين بالكامل، والتي تم استعراض نتائجها مؤخراً في المؤتمر السريري للكلية الأميركية للجراحين لعام 2024 بمدينة سان فرانسيسكو. العملية، التي أُجريت في عام 2023، فتحت آفاقاً جديدة في مجال زراعة الأعضاء المعقدة، وخصوصاً عمليات زرع الأوعية الدموية المركبة.
زراعة أنسجة
ويعد هذا النوع من العمليات تحدياً فريداً، حيث يتضمن زراعة أنسجة متعددة من جلد، وعضلات، وأوعية دموية، وأعصاب، وصولاً إلى العظام، في قطعة واحدة. وأثبتت الجراحة، التي أُجريت على المحارب العسكري السابق آرون جيمس (46 عاماً) الذي تعرض لإصابات بالغة في الوجه والعين جراء حادث كهربائي، جدوى زرع عين كاملة بنجاح، حيث حافظت التقنية المبتكرة المستخدمة على تدفق الدم بشكل قوي إلى الشبكية والمناطق الحرجة الأخرى، مما ضمن سلامة العين المزروعة.
عملية زرع الوجه والعين
الدكتور بروس إي. جيلب، أحد المشاركين في الجراحة، أكد أن نجاح عملية زرع الوجه والعين يفتح الباب أمام تطبيقات مستقبلية قد تُحدث تحولاً في حياة العديد من المصابين. واستطاع الفريق الطبي، المكوّن من أكثر من 140 متخصصاً بقيادة الدكتور إدواردو د. رودريغيز، تطوير “تقنية تجاوز الأوعية الدموية الدقيقة” لضمان تدفق الدم الكافي إلى الأنسجة المزروعة.
هذا الإنجاز يمثّل خطوة كبيرة نحو تحويل زراعة الوجه والعين بالكامل من تجربة جراحية طموحة إلى حلّ واقعي لمئات المصابين بتشوهات شديدة، مما يبعث الأمل في إمكانية إعادة ترميم حياتهم بفضل التقنيات الطبية المتقدمة.