في خطوة قد تغير مستقبل مكافحة الإنفلونزا الموسمية، طور فريق من علماء جامعة جورجيا أداة تعلم آلي قادرة على التنبؤ بكيفية تطور الفيروس بدقة تصل إلى 73٪. الأداة، التي أطلق عليها “كاشف فيروس الإنفلونزا الجديد أ” (NIAViD)، تهدف إلى تسريع تحديث اللقاحات وتقليل عدد الوفيات المرتبطة بالفيروس.
كيف تتحايل فيروسات الإنفلونزا على جهاز المناعة؟
يتسم فيروس الإنفلونزا الموسمية بتغير مستمر في تركيبته الجينية، خصوصاً في بروتين “هيماغلوتينين”، الذي يلعب دورًا رئيسيًا في بداية العدوى عن طريق الالتصاق بالخلايا. يُعرف هذا التغير المستمر بـ “انجراف المستضد”، والذي يحدث نتيجة تراكم طفرات جينية في الفيروس، مما يجعله أحياناً غير مرئي لجهاز المناعة، حتى لدى الأفراد الذين سبق أن أصيبوا بالإنفلونزا أو تلقوا لقاحها.
أداة متطورة في التنبؤ بمسار الفيروس
أوضح الباحث المشارك ألفا فورنا من كلية Odum أن التنبؤ بكيفية تغير الفيروس يشكل تحديًا كبيرًا، وأن التعلم الآلي يلعب دورًا متزايد الأهمية في هذا السياق. أداة NIAViD تستفيد من بيانات تسلسل فيروس الإنفلونزا لتحليل الأنماط وتحديد التغيرات المحتملة في الفيروس، مما يمكن من تطوير لقاحات محدثة أكثر توافقًا مع السلالات الجديدة.
بناء نظام NIAViD.. عامان من الجهد لتحقيق دقة تنبؤية عالية
على مدى عامين، عمل فورنا وفريقه على تطوير خوارزميات متخصصة قادرة على تحليل تسلسلات الأحماض الأمينية لبروتين هيماغلوتينين. بعد تدريب الأداة على مجموعة كبيرة من البيانات، أثبتت NIAViD كفاءتها في تحديد التغيرات المستضدية بدقة تصل إلى 73٪، وهو ما يعادل أو يتجاوز أداء النماذج التقليدية.
تقليل الوفيات والحفاظ على الصحة العامة
مع إصابة نحو مليار شخص بفيروس الإنفلونزا الموسمية سنويًا ووفاة حوالي 500 ألف شخص، معظمهم من الأطفال في البلدان النامية، تشكل هذه الأداة الجديدة أملًا في تحسين فعالية اللقاحات وتقليل العبء الصحي العالمي الناجم عن الإنفلونزا.
خطوة نحو مستقبل أفضل في مكافحة الإنفلونزا
يبدو أن الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي أصبحا ركيزة أساسية في أبحاث الأمراض المعدية، ما يفتح الباب أمام تقنيات حديثة يمكن أن تحدث ثورة في مجال اللقاحات. أداة NIAViD قد تكون البداية لعصر جديد من الوقاية السريعة والدقيقة ضد الإنفلونزا.