يتساءل الجميع لمعرفة ما هي تقلبات المزاج الهرمونية لدى النساء والتي تتعرض لها خلال حياتها، فالمرأة دائمًا ما تمر بالعديد من التغيرات والتي تبدأ معها منذ البلوغ إلى الدورة الشهرية والحمل والولادة والرضاعة الطبيعية وصولًا إلى سن اليأس وما يصاحبه من تقلبات وتغيرات قد لا تؤثر عليها جسديًا فقط بل يمتد أثرها ليؤثر على كافة جوانب حياتها وسلوكها وتعاملاتها النفسية بما فيها تقلبات المزاج والعاطفة، وتحتاج المرأة في تلك الأوقات إلى الدعم والمساعدة ممن معها لمساندتها على تخطي تلك الفترات والمرور منها بسلام.
ما المقصود بتقلبات المزاج الهرمونية لدى النساء؟
تُعرف تقلبات المزاج الهرمونية لدى النساء بأنها تغيرات تحدث لها نتيجة لتغير في الهرمونات الأنثوية الرئيسية كالاستروجين والبروجسترون، وهما هرمونان يؤثرا بدورهما على الدماغ وخاصة الاحساس بالسعادة أو الاستقرار، ويؤدي التغيير في تلك الهرمونات بشكل مفاجئ إلى حدوث أعراض عديدة من بينها :
- نوبات شديدة من البكاء بدون أسباب واضحة.
- العصبية أو التوتر الزائد عن الطبيعي.
- الشعور الدائم بالقلق ووجود أفكار سوداوية عديدة.
- احساس المرأة دائمًا بعدم التوازن العاطفي.
هل تقلبات المزاج الهرمونية طبيعية؟
قد تكون تقلبات المزاج الهرمونية لدى النساء من الأشياء الطبيعية في بعض الأوقات ومنها اضطراب قبل نزول الدورة الشهرية، ويختفي في الأغلب خلال يومًا أو يومين من بدايتها، كما يحدث أيضًا في فترة التبويض والحمل بسبب ارتفاع هرمون الاستروجين، ويكون أعراض تلك الفترة:
- الشعور بالضيق والبكاء.
- الحساسية الزائدة تجاه أي كلام.
- الرغبة في العزلة والابتعاد عن الناس.
- زيادة الرغبة في النوم أو الأرق وعدم القدرة على النوم نهائيًا.
ما المقصود بسن اليأس وعلاقته باضطرابات المزاج الهرمونية؟
سن اليأس لدى المرأة هو المصطلح الذي يطلق غالبًا على المرحلة قبل انقطاع الطمث وتبدأ المرأة خلالها بالدخول في مرحلة التغيرات المزاجية المختلفة بشكل مفاجئ، فتجد المرأة نفسها عصبية ولديها نوبات حرارة مرتفعة، مع اضطرابات في النوم، وقد تكون تلك التغيرات والتقلبات طبيعية إذا كانت لا تسبب إعاقة للحياة اليومية.
هل تحتاج التقلبات المزاجية الهرمونية إلى تدخل طبي؟
قد تحتاج التقلبات المزاجية الهرمونية إلى تدخل طبي في بعض الأوقات إذا كانت مستمرة أو شديدة وتؤدي إلى التأثير على العمل والعلاقات، وإذا كانت مترافقة بأي من تلك الأعراض:
- أفكار سوداوية تؤدي إلى إيذاء النفس في بعض الأوقات.
- نوبات من الغضب أو البكاء التي تفقد فيها المرأة السيطرة على ذاتها.
- الانسحاب الاجتماعي الحاد وعدم الرغبة في البقاء مع الآخرين.
- تأتي التقلبات المزاجية الهرمونية أثناء كل دورة شهرية وتتصاعد حدتها في كل مرة.
اقرأ أيضًا :
اضطراب استخدام المهدئات والمنومات.. خطر صامت يهدد الصحة النفسية والجسدية
ماذا يحدث عند إهمال التغيرات الهرمونية الحادة؟
قد تشير التقلبات الهرمونية الحادة إلى أعراض سيئة لدى المرأة ومن بينها اضطراب ما قبل الطمث الاكتئابي، وهو من الأمراض الأكثر حدة، أو اكتئاب ما بعد الولادة، بالإضافة إلى القلق الهرموني والخلل في الغدة الدرقية واكتئاب انقطاع الطمث، فعند إهمال التشخيص في حالة زيادة التغيرات الهرمونية يؤدي ذلك إلى زيادة حدة المشكلة، وغالبًا ما يتم التشخيص للمرأة لأعراض التقلبات الهرمونية الحادة عن طريق :
- عمل مذكرات توضح الأعراض التي تحدث لها فترة الدورة الشهرين لمدة شهرين على الأقل.
- إجراء تحاليل هرمونية لتحديد مستويات الاستروجين والبروجسترون والغدة الدرقية.
- عمل تقييم نفسي بالذهاب إلى الطبيب النفسي في حالة عدم وجود أي أسباب طبية.
وفي النهاية فأن تقلبات المزاج الهرمونية لدى النساء قد تكون طبيعية وتحدث دائمًا في فترات معينة من حياتها كفترة الدورة الشهرية وقبل بدايتها أو فترة ما قبل انقطاع الطمث، وقد تصل بها إلى اضطرابات قوية تؤدي إلى الإصابة بالاكتئاب الحاد والذي يحتاج إلى التدخل العلاجي والطبي.