هل سمعت من قبل عن تحليل الهوموسيستين؟ ربما لا يُطلب هذا التحليل ضمن الفحوصات الدورية المعتادة، ولكن نتائجه قد تحمل مفاتيح لكشف أمراض خطيرة قد تهدد حياتك، وهرمون الهوموسيستين هو حمض أميني يلعب دورًا مهمًا في التمثيل الغذائي داخل الجسم، ولكن ارتفاع مستواه قد يكون مؤشرًا على أمراض القلب، أو السكتة الدماغية، أو نقص فيتامينات معينة مثل B12 أو حمض الفوليك.
وفي هذا المقال نستعرض بالتفصيل ماهو الهوموسيستين، ونتعرف على أعراض ارتفاع الهوموسيستين في الدم، وأضرار الهوموسيستين على الجسم، وكيف يمكن قراءة تحليل الهوموسيستين بشكل صحيح.
ماهو الهوموسيستين
الهوموسيستين هو حمض أميني يُنتج في الجسم بشكل طبيعي أثناء عملية استقلاب البروتينات، وخاصةً من حمض الميثيونين الموجود في الأطعمة الغنية بالبروتين مثل اللحوم والبيض، وبالرغم من أنه مركب ضروري، إلا أن ارتفاع مستوياته في الدم قد يشكل خطرًا على الصحة.
غالبًا ما يُطلق على هرمون الهوموسيستين اسم “القاتل الصامت”، لأنه لا يسبب أعراضًا واضحة في بدايته، لكن ارتفاعه قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة مثل أمراض القلب، وتصلب الشرايين، ومشاكل في الأعصاب والدماغ.
تحليل الهوموسيستين
يُستخدم تحليل الهوموسيستين لقياس كمية هذا الحمض الأميني في الدم، وهو فحص بسيط يتم عبر أخذ عينة دم من الوريد، ويطلبه الطبيب في الحالات التي يشك فيها بنقص فيتامين B12 أو حمض الفوليك، أو إذا كان هناك تاريخ عائلي لأمراض القلب أو السكتة الدماغية.
وارتفاع نسبة الهوموسيستين في التحليل قد يكون علامة على خلل في عملية الأيض أو نقص بعض الفيتامينات الهامة، لذلك يعتبر التحليل مؤشرًا مهمًا لصحة القلب والأوعية الدموية.
كيفية قراءة تحليل الهوموسيستين؟
عند إجراء تحليل الهوموسيستين تكون القيم الطبيعية عادةً:-
– من 5 إلى 15 ميكرومول/لتر (µmol/L).
أي قراءة أعلى من 15 ميكرومول/لتر تعتبر مرتفعة، وقد تشير إلى:-
– نقص فيتامينات B6 أو B12 أو حمض الفوليك.
– مشاكل وراثية في استقلاب الهوموسيستين.
– أمراض الكلى.
وكلما زادت القيمة كلما زاد خطر التعرض لأمراض القلب والمضاعفات الأخرى. بناءً على النتيجة، قد يوصي الطبيب بإجراء فحوصات إضافية أو البدء في العلاج الفوري.
اقرأ أيضًا: أعراض فقر الدم النفسية.. الاكتئاب وفقدان التركيز والعصبية الزائدة
أعراض ارتفاع الهوموسيستين في الدم
في كثير من الأحيان لا يُسبب ارتفاع الهوموسيستين أعراضًا واضحة، لكن في الحالات المتقدمة أو المزمنة قد تظهر بعض العلامات مثل:-
– الشعور بالتعب المستمر أو الإرهاق غير المبرر.
– تنميل أو وخز في الأطراف (اليدين والقدمين).
– زيادة خطر الإصابة بجلطات دموية.
– تقلبات مزاجية أو أعراض اكتئاب.
– ضعف في الذاكرة والتركيز.
ارتفاع هرمون الهوموسيستين قد يؤثر أيضًا على النساء الحوامل، حيث يزيد من خطر الإجهاض أو مضاعفات الحمل، وعليه في حالة الشعور بأي من هذه الأعراض من الضروري إجراء تحليل الهوموسيستين لمعرفة الخلل والبحث على العلاج المناسب.
أضرار الهوموسيستين
تشير الدراسات إلى أن ارتفاع الهوموسيستين في الدم يرتبط بعدة مشاكل صحية خطيرة جدًا ومنها:-
– مشاكل في الدماغ: مثل تدهور الوظائف المعرفية، الزهايمر، أو السكتات الدماغية.
– أمراض القلب: يعتبر من أهم عوامل الخطر لتصلب الشرايين والنوبات القلبية.
– الجلطات: يزيد من احتمالية تكون الجلطات في الأوردة والشرايين.
– مضاعفات الحمل: مثل تسمم الحمل والولادة المبكرة.
– ضعف الخصوبة: لدى كل من الرجال والنساء.

علاج ارتفاع الهوموسيستين
لحسن الحظ يمكن خفض مستويات الهوموسيستين من خلال:-
– الإقلاع عن التدخين وتقليل تناول الكافيين.
– تناول المكملات الغذائية: مثل فيتامين B6، B12، وحمض الفوليك.
– علاج أي أمراض مصاحبة مثل مشاكل الكلى أو ضعف امتصاص الفيتامينات.
– تحسين النظام الغذائي بالتركيز على الأطعمة الغنية بالفولات مثل الخضروات الورقية، والبقوليات، والكبدة.
أشهر الأسئلة
ما هو مرض الهوموسيستين القاتل الخفي؟
مرض الهوموسيستين القاتل الخفي هو حالة يُطلق عليها اسم فرط هوموسيستين الدم، ويقصد به ارتفاع مستويات الهوموسيستين بشكل كبير، مما يعرض الشخص لمضاعفات تهدد الحياة مثل الجلطات أو أمراض القلب، وقد لا تظهر أعراض واضحة في المراحل الأولى، مما يجعله “قاتلًا خفيًا” بحق.
غالبًا ما يكون هذا المرض نتيجة نقص مزمن في فيتامين B12 أو مشاكل جينية نادرة تؤثر على تكسير الهوموسيستين في الجسم.