توصلت دراسة حديثة أجراها باحثون في جامعة ولاية فلوريدا إلى وجود ارتباط بين الشعور بالوحدة وزيادة احتمالية الإصابة بالخرف، حيث أظهرت نتائج الدراسة أن الأشخاص الذين يعانون من الشعور بالعزلة والوحدة هم أكثر عرضة للإصابة بالخرف بنسبة 30% مقارنةً بأولئك الذين يشعرون بالرضا عن علاقاتهم الاجتماعية.
وقد نشرت الدراسة في مجلة Nature Mental Health، واعتمدت على بيانات جمعت من أكثر من 600 ألف شخص حول العالم، مما أعطى نتائجها مصداقية واسعة في هذا المجال.
وأوضحت الأستاذة مارتينا لوشيتي، التي قادت فريق البحث، أن هذه النتائج تتماشى مع الأدلة المتزايدة حول تأثير الوحدة على الصحة العقلية.
وأشارت لوشيتي إلى أن هذه النتائج تعزز الوعي حول آثار الشعور بالعزلة، خاصة في ظل تداعيات جائحة كوفيد-19، التي دفعت منظمة الصحة العالمية إلى تصنيف الشعور بالوحدة كأزمة صحية عامة.
النتائج أظهرت أن الوحدة ليست مجرد شعور بالحزن أو العزلة، بل تؤثر بعمق على وظائف الدماغ الإدراكية، حيث تساهم في تدهور الوظائف الإدراكية وربما الإصابة بأشكال معينة من الخرف مثل مرض الزهايمر.
وأكدت لوشيتي أن الوحدة تعد عاملًا مهمًا يؤثر على الأداء الإدراكي اليومي، مشيرة إلى أن تأثيراتها قد تبدأ قبل ظهور الأعراض السريرية بسنوات طويلة.
الدراسة اعتمدت على تحليل تلوي شمل مراجعة بيانات من 21 دراسة طويلة الأمد، مكن الباحثين من الوصول إلى استنتاجات دقيقة حول تأثير الوحدة على الصحة العقلية.
ومع ذلك، أشارت لوشيتي إلى ضرورة توسيع الدراسات لتشمل بيانات من دول منخفضة الدخل، حيث تزداد معدلات الخرف في تلك البلدان، مما يتيح فرصة لفهم تأثير الوحدة في سياقات ثقافية متنوعة.
في ختام الدراسة، أكدت لوشيتي أن الوعي المتزايد بأثر الوحدة على الصحة العقلية يجب أن يدفع نحو تطوير استراتيجيات وقائية تهدف إلى تعزيز العلاقات الاجتماعية لدى كبار السن، مما يسهم في تحسين الصحة العقلية العامة والحد من مخاطر التدهور الإدراكي.