تجتهد المراكز البحثية بالجامعات على مستوى العالم، من خلال جهود علمية مخططة ومدروسة المستمرة لإيجاد طريقة أو أكثر من طريقة للقضاء على مرض السكري وهو أحد أكثر الأمراض المزمنة بالنسبة لملايين من البشر حول العالم.
أخر هذه المحاولات كانت تجارب زراعة البنكرياس الطبيعي أو البنكرياس الصناعي أو ما يطلق عليه “البنكرياس المخلق”، إضافة إلى محاولات لا تنتهى منها زراعة الخلايا الجزعية أو التعديل الجيني.
التجارب العلمية
وتجري هذه المحاولات من خلال إجراء التجارب العلمية على الحيوانات في البداية ومن ثم الانتقال إلى التجارب السريرية، التي دخلت حيز التنفيذ في العديد من الدول ومنها بريطانيا والصين واسكتلندا.
جهود كبيرة للتوصل لعلاج آمن
تواصل “شهد”، مع عدد من الخبراء المتخصصين في هذا الشأن من أساتذة كليات الطب والصيدلة للوقوف على آخر التطورات العلمية في التعامل مع مرض السكري الذي يؤرق عدم التوصل لعلاج حاسم له الملايين من البشر حول العالم.
المحاولات المستمرة منها ما يبشر بالأمل ومنها ما لا يزال بعيدا عن دخول حيذ التنفيذ.
قال الدكتور رمضان الدوماني عميد كلية الصيدلة بجامعة كفرالشيخ إن التجارب والأبحاث العلمية المختصة بالتوصل لحل نهائي لمشكلة مرض السكري لا تنتهى ولكن لاتزال كل التجارب في أطوار البدايات، إلا أن بعضها مبشر وله ثمار مستقبلية.
زراعة الجين هي الحل
وأكد الدكتور رمضان الدوماني، أن “زراعة الجين” هي الحل الأمثل للتوصل لحل نهائي لمرض السكر.
وأوضح أن زراعة الجينات والخلايا الجزعية هي الأقرب للتوصل لحلول في المستقبل القريب، لكن هذه التجارب تحتاج لسنوات حتى تتم دراسة أعراضها الجانبية وسبل تلافيها وقياس مدى صلاحية تطبيقها على الإنسان وتعميمها على ملايين من البشر.
وكشف الدكتور الدوماني أن التعديل الجيني من شأنه حماية ملايين البشر مستقبلا من الإصابة بمرض السكري الخطير، من خلال زراعة الخلايا الجزعية، التي تحمي الأجيال المقبلة للعائلات التي تورث هذا المرض، وتعديل الجين المسؤول عن التعامل مع إفرازات السكريات بالجسم.
التعديل الجيني أمل جديد لوقاية ملايين البشر
من جهته، أكد الدكتور طه إسماعيل قرع عميد كلية الطب بجامعة كفر الشيخ أن الإتجاه نحو زراعة البنكرياس الطبيعي يأخذ مسارا جيدا في التطور، ويمكن خلال السنوات المقبلة أن يضع حلا نهائيا لمرض السكري، أما بشأن البنكرياس الصناعي أو البنكرياس المخلق.
واستبعد الدكتور قرع أن يكون مجديا رغم إجراء بعض التجارب السريرية عليه في بعض الدول.
وأكد أن الأبحاث تكشف كل يوم جديدا والفيصل هو جدوى التجربة وتلافي أعراضها الجانبية.
زراعة البنكرياس الطبيعي
وأضاف عميد طب كفر الشيخ في تصريحات خاصة لـ “شهد”، أن طريق الوصول للحل سيكون عن طريق زراعة بنكرياس طبيعي أو خلايا جزعية أو عمليات السمنة.
عمليات السمنة تنجح في العلاج المؤقت
وكشف أنَّ عمليات السمنة آتت ثمارها في علاج المرض بشأن تعايش المريض معه بشكل آمن وطبيعي، دون حدوث مضاعفات، بمعنى أن المريض يستطيع ممارسة حياة طبيعية وآمنة جدا إذا اتبع الارشادات الطبية بعد إجراء عمليات السمنة.
التعديل الجيني
وبشأن زراعة الجينات أو التعديل الجيني الذي تحدث عنه الدكتور رمضان الدوماني عميد كلية الصيدلة لـ “شهد”، أكد عميد طب كفرالشيخ، أنه يعد طريقا وقائيا لمنع الإصابة بالمرض في الحالات الوراثية، واتفق معه في أن زراعة الجين هي مستقبل القضاء على “السكري”.
وأوضح أنَّ العائلات التي يتوارث أجيالها المرض، يمكن حماية الأجيال المقبلة منها عن طريق عمليات التعديل الجيني، من خلال زراعة جين يحميهم من الإصابة بالمرض.
وكشف أن هذه الطريقة هي الأنسب للحد من المرض وأنه سيكون لها نتائج عظيمة في المستقبل.
وعلى سياق آخر، استبعد الدكتور إبراهيم كميل أستاذ الصيدلة والتصنيع الدوائي بجامعة فاروس، نجاح زراعة البنكرياس الصناعي، معللا ذلك بأن كل ما هو دخيل على جسم الإنسان أثبت فشله في العديد من التجارب السابقة في العديد من الأمراض.
توافق علمي على زراعة الخلايا والتحويل الجيني
وفي حالة من التوافق العلمي، أكد ما قاله “الدوماني” و “قرع” في هذا الشأن على فعالية زراعة الجينات والخلايا الجزعية للتخلص من “السكري” في المستقبل كحل آمن، إذا جرى تلافي الأعراض الجانبية التي يتم اكتشافها خلال التجارب التي يتم إجراءها على عدة مراحل تبدأ بالتجارب على الحيوانات ثم التجارب السريرية على بعض المتطوعين، ومن ثم دراسة التجربة من كل أبعادها والتأكد من أن تعميم التجربة على ملايين البشر آمن.
ومن خلال تتبع “شهد” لأراء الخبراء المتخصصين، والتجارب التى جرت مؤخرًا، كالتي حدثت في الصين وبريطانيا، فإن الخبراء في علاج السكري أو التصنيع الدوائي أجمعوا في تصريحاتهم لـ “شهد” على أن الطريق للقضاء على مرض السكري هو “التعديل الجيني وزراعة الخلايا الجزعية”.
بشرى للملايين من مرضى السكري
وفي بشرى للملايين حول العالم من مرضى “السكري”، أكد الخبراء أن المستقبل القريب سيشهد تطورًا كبيرا في فعالية زراعة الخلايا وتعديل الجينات الوراثية للحد من “السكري”.
تجربة صينية نجحت في زراعة بنكرياس لمريض السكري
وكانت تجربة لعلماء صينيين، نجحت في علاج مريض مصاب بـ “السكري” باستخدام العلاج بالخلايا الجزعية في سابقة هي الأولى من نوعها، لرجل على مشارف الـ 60 من عمره بعد معاناة مع “السكري” من النوع الثاني لسنوات طويلة، لتنظيم مستويات الجلوكوز في الدم، بعد أنّ كان يعتمد على حقن الأنسولين يوميا، وذلك من خلال “استخدام خلايا الدم وحيدة النواة المحيطية الخاصة بالمريض وإعادة برمجتها.
وحاول العلماء عن طريق “البنكرياس الصناعي” إنتاج الأنسولين والحفاظ على مستويات السكر في الدم، وهو ما يعد تقدما مذهلا في العلم بحسب علماء بجامعة كولومبيا البريطانية.
ويذكر أن العلماء الصينيين، قضوا سنوات في الإعداد لتلك التجربة، فيما يواصل العلماء على مستوى العالم الدرسة والبحث حول زراعة الجزر كعلاج بديل واعد.