الإسهال المزمن عند الأطفال من المشكلات الصحية التي تثير قلق الأهل، خاصة عندما يستمر لفترة تتجاوز الأسبوعين أو يتكرر بشكل مستمر، وقد يكون عرضًا بسيطًا ناتجًا عن حساسية غذائية، أو مؤشرًا على حالة صحية أعمق تتطلب تدخلًا طبيًا، نسلط الضوء على أسباب الإسهال المزمن عند الأطفال، علاماته التحذيرية، وكيفية التشخيص والعلاج المناسب لضمان صحة الطفل ونموه السليم.
ما المقصود بالإسهال المزمن عند الأطفال؟
الإسهال المزمن هو خروج البراز بشكل سائل أو شبه سائل أكثر من ثلاث مرات يوميًا، ويستمر لمدة أكثر من 14 يومًا متتاليًا، يعد هذا النوع من الإسهال مختلفًا عن الإسهال الحاد، الذي غالبًا ما يكون مؤقتًا ويزول خلال أيام قليلة.
ما أسباب الإسهال المزمن عند الأطفال؟
تتعدد الأسباب، وتشمل:
1. العدوى المزمنة
مثل الطفيليات (كـ الجيارديا)، أو الالتهابات الفيروسية المتكررة التي تؤثر على الأمعاء الدقيقة.
2. حساسية الطعام أو عدم تحمل بعض الأطعمة
أبرزها: حساسية الحليب البقري، أو عدم تحمل اللاكتوز، أو الغلوتين (مرض السيلياك).
3. الاضطرابات الهضمية المزمنة
مثل: مرض التهاب الأمعاء (كرون – التقرحي)، متلازمة القولون العصبي لدى الأطفال.
4. سوء التغذية أو نقص الإنزيمات الهاضمة
بعض الأطفال قد يعانون من نقص في إنزيمات هضمية معينة ما يؤدي إلى عدم امتصاص الطعام بشكل صحيح.
5. تناول بعض الأدوية
مثل المضادات الحيوية، التي قد تؤثر على توازن البكتيريا النافعة في الأمعاء.
6. أسباب نفسية أو سلوكية
القلق، التوتر، أو تغيرات نمط الحياة قد تسبب اضطراب الجهاز الهضمي عند بعض الأطفال.
متى يكون الإسهال المزمن خطيرًا؟
يوصى بمراجعة الطبيب فورًا في الحالات التالية:
-فقدان الوزن الواضح
-الجفاف (جفاف الشفاه، قلة التبول، الدوخة)
-وجود دم أو مخاط في البراز
-الحمى المستمرة
-تأخر في النمو أو ضعف الشهية
-استمرار الإسهال لأكثر من 3 أسابيع دون تحسن
كيف يتم تشخيص الإسهال المزمن عند الأطفال؟
يعتمد التشخيص على مجموعة من الخطوات:
-الفحص السريري الكامل
-تحليل البراز للكشف عن الطفيليات، الدم، أو الالتهابات
-تحاليل الدم لتقييم وظائف الجهاز المناعي والمواد الغذائية
-في بعض الحالات: تنظير القولون أو الأشعة لتقييم بطانة الأمعاء
-اختبار تحمل اللاكتوز أو الغلوتين عند الاشتباه في حساسية غذائية
ما طرق العلاج المتاحة؟
يعتمد العلاج على السبب الرئيسي:
-في حال العدوى: تستخدم مضادات الطفيليات أو الفيروسات حسب الحاجة
-إذا كان السبب حساسية غذائية: يجب تجنب العنصر المسبب تمامًا (مثل الحليب أو الغلوتين)
-تعويض السوائل والأملاح باستخدام محاليل الجفاف الفموية
-في بعض الحالات: استخدام بروبيوتيك لتحسين صحة الأمعاء
-توجيه غذائي من مختص تغذية لتعديل النظام الغذائي وتجنب الأطعمة المهيّجة
هل هناك نظام غذائي مناسب لطفل يعاني من الإسهال المزمن؟
نعم، ينصح بـ:
-تقديم وجبات خفيفة وسهلة الهضم
-تجنب الحليب ومشتقاته مؤقتًا إذا اشتبه في تحسس اللاكتوز
-التركيز على الأرز، البطاطا المسلوقة، التفاح المهروس، الجزر
-الابتعاد عن الأطعمة الدسمة، المقليات، أو العصائر الصناعية
أسئلة شائعة:
هل الإسهال المزمن يعني دائمًا وجود مرض خطير؟
ليس بالضرورة، قد يكون نتيجة لحالة بسيطة مثل عدم تحمّل نوع غذائي، لكن استمرار الأعراض يستدعي التقييم الدقيق.
هل يمكن أن يسبب الإسهال المزمن تأخرًا في النمو؟
نعم، إذا لم يعالج بشكل صحيح، فقد يؤثر على امتصاص الغذاء وبالتالي على وزن الطفل وطوله.
هل البروبيوتيك مفيد في هذه الحالة؟
في كثير من الحالات، نعم، فهو يساعد في استعادة توازن البكتيريا النافعة في الأمعاء، لكن يستخدم تحت إشراف طبي.
الإسهال المزمن عند الأطفال لا يجب تجاهله أو الاعتماد على العلاجات المنزلية فقط، خصوصًا إذا استمر لفترة طويلة أو ظهرت معه أعراض مقلقة، التشخيص السليم والتدخل المبكر هما المفتاح للحفاظ على صحة الطفل ونموه بشكل سليم، والمتابعة مع طبيب الأطفال أمر ضروري في كل حالة إسهال مزمن.