الأمير الوليد بن خالد بن طلال آل سعود، الذي لقب في الإعلام بـ”الأمير النائم”، توفي عن عمر يناهز 36 عامًا بعد أكثر من 20 عامًا قضاها في غيبوبة تامة إثر حادث مروري مروع تعرض له أثناء دراسته في لندن عام 2005، وفاته شكلت نهاية حزينة لحالة طبية استثنائية، شغلت الرأي العام السعودي والعربي، وأثارت اهتمام المتابعين والمهنيين في المجال الطبي والاجتماعي، في ظل ذلك يستعرض لكم موقع شهد كافة التفاصيل.
اقرأ أيضا.. بعد إعلان وفاته دماغيا .. رجل يستيقظ من الغيبوبة قبل إزالة اعضائه للتبرع بها
تفاصيل الحادث والسنوات الطويلة في الغيبوبة
في عام 2005، تعرض الأمير الوليد بن خالد بن طلال آل سعود لحادث مروري خطير أثناء قيادته السيارة في العاصمة البريطانية لندن، أسفر عن إصابته بإصابة شديدة في الدماغ أدخلته في غيبوبة لم يفق منها، ومنذ ذلك الحين، ظل تحت العناية الطبية المستمرة في مستشفى خاص داخل المملكة، وسط دعم ومتابعة كبيرة من والده الأمير خالد بن طلال، الذي رفض نزع الأجهزة عنه طوال تلك السنوات.
ورغم بعض ردود الأفعال اللاإرادية التي أثارت الأمل لدى أسرته في السنوات الأخيرة (كحركة يد أو فتح العين)، إلا أن حالته الطبية لم تشهد تحسنًا فعليًا، إلى أن أعلنت الأسرة وفاته في يوليو 2025.

سبب وفاة الأمير الوليد بن خالد بن طلال آل سعود
بحسب ما تم اعلانه، فإن سبب وفاة الأمير الوليد بن خالد بن طلال آل سعود كان نتيجة “تدهور في الوظائف الحيوية للجسم بعد سنوات من الغيبوبة الدماغية الطويلة”، هذه الحالة الطبية تعرف في المصطلحات العلمية بـ”الحالة الإنباتية المستمرة”، وهي حالة نادرة تستمر فيها بعض الوظائف الجسدية، بينما تتوقف الاستجابة العصبية الواعية تمامًا.
هل توجد حالات مشابهة لحالة الأمير الوليد؟
نعم، هناك حالات قليلة عالميًا شبيهة بحالة الأمير الوليد بن خالد بن طلال آل سعود، من أبرزها:
-تيري واليس (أمريكا): دخل في غيبوبة إثر حادث سيارة عام 1984، واستعاد وعيه بعد 19 عامًا بشكل مفاجئ.
-إدواردا أوبارا (الولايات المتحدة): ظلت في غيبوبة لمدة 42 عامًا، وهي واحدة من أطول الحالات المسجلة.
-آرون بويز (بريطانيا): فاق بعد 10 سنوات من غيبوبة ناجمة عن إصابة دماغية.
ورغم الفروق بين الحالات، فإن ما ميز حالة الأمير الوليد هو الاستقرار الجسدي الطويل رغم الغيبوبة العميقة، وهو أمر نادر طبيًا.
الأثر الإنساني والاجتماعي لحالة الأمير الوليد
حظيت حالة الأمير الوليد بن خالد بن طلال آل سعود بتعاطف واسع في المجتمع السعودي والعربي، خصوصًا بسبب تمسك أسرته بالأمل ورفضها الاستسلام، وتوفيرها له أعلى سبل الرعاية، وقد تحولت قصته إلى رمز للصبر والوفاء، كما ألهمت نقاشات طبية وأخلاقية حول مفهوم “الحق في الحياة” و”القرارات العلاجية في حالات الغيبوبة طويلة الأمد”.
الأسئلة الشائعة
هل من الممكن طبيًا أن يعيش شخص 20 عامًا في غيبوبة؟
نعم، في حالات نادرة جدًا يمكن للأشخاص البقاء في “حالة إنباتية” لفترات طويلة إذا توفرت لهم رعاية طبية عالية الجودة، مثل التغذية الأنبوبية والمراقبة الدقيقة لوظائف الجسم.
هل كان هناك أي تحسن في حالته؟
كانت هناك مؤشرات خفيفة على الاستجابة، مثل حركة اليد أو فتح العين، لكنها لم تصل إلى مستوى الوعي الكامل أو الإدراك التام.
لماذا استمر الأطباء في إبقائه على الأجهزة؟
بناء على رغبة الأسرة ووجود بعض الاستجابات الجسدية المحدودة، اختارت الأسرة الاستمرار في العلاج، وهو قرار طبي وأخلاقي معقد يرتبط برؤية الأهل والطبيب المعالج.
هل توجد قوانين في السعودية تنظم هذا النوع من الحالات؟
في السعودية، يترك القرار غالبًا للأسرة والطبيب، ما لم يكن هناك خطر مباشر على حياة المريض أو تدهور لا يمكن تجاوزه، مع احترام قيم الشريعة الإسلامية والكرامة الإنسانية.
سبب الوفاة من منظور طبي
تعود سبب وفاة الأمير الوليد بن خالد بن طلال آل سعود إلى مضاعفات ناتجة عن الغيبوبة الدماغية طويلة الأمد، والمعروفة طبيًا باسم الحالة الإنباتية المستمرة، في هذه الحالة، تتعطل وظائف الدماغ المسؤولة عن الوعي والإدراك، بينما تستمر بعض الوظائف الحيوية مثل التنفس وتنظيم درجة الحرارة والدورة الدموية من خلال دعم طبي متواصل، ومع مرور الوقت، قد يتعرض الجسم إلى تدهور تدريجي في الأجهزة الحيوية بسبب قلة الحركة، ضعف المناعة، أو مضاعفات التغذية الأنبوبية، في نهاية الأمر، يحدث فشل في أحد الأجهزة الحيوية مثل الرئة أو الكلى أو القلب، وهو ما يعد السبب المباشر للوفاة.
انتهت قصة الأمير الوليد بن خالد بن طلال آل سعود بجسده، لكنها ستظل باقية في وجدان الناس كحالة استثنائية جمعت بين العلم والدين، وبين الألم والأمل، وبين صمت السرير الأبيض وصوت الدعاء الذي لم ينقطع عنه يومًا، وفاته كانت لحظة مؤثرة، لكنها أيضًا تذكير إنساني عميق بمدى هشاشة الحياة وقوة الصبر.