حذرت منظمة الصحة العالمية من مخاطر ارتجاج المخ وضرورة الانتباه للأعراض التي قد تظهر بشكل متأخر بعد التعرض لأي ضربة على الرأس أو الجسم.
ارتجاج المخ.. مخاطر متعددة وإصابات غائبة عن الأنظار
وأشارت الدكتورة تارون دوا، المتخصصة في الأمراض العصبية بالمنظمة، إلى أن حالات ارتجاج المخ قد تحدث بسهولة في حياتنا اليومية، سواء أثناء ممارسة الرياضة أو نتيجة لحوادث عابرة، مثل السقوط أو التعثر. وتبين دوا أن ارتجاج المخ هو أحد أنواع إصابات الدماغ الرضحية، التي قد تحدث نتيجة تعرض الدماغ للارتداد داخل الجمجمة، مما يسبب أضرارًا على خلايا المخ.
أعراض ارتجاج المخ.. متأخرة وغير مرئية أحياناً
أشارت دوا في برنامج “العلوم في خمس”، الذي تبثه منظمة الصحة العالمية، إلى أن أعراض ارتجاج المخ قد لا تظهر فور الإصابة، بل يمكن أن تتطور خلال 72 ساعة. من الأعراض الشائعة للارتجاج: الصداع، الشعور بالضغط في الرأس، الغثيان، الدوار، وفقدان التوازن والذاكرة. وقد تكون هناك أعراض أكثر حدة، مثل التشنجات أو فقدان الوعي، ما يستدعي التوجه الفوري للحصول على الرعاية الطبية.
الوقاية من ارتجاج المخ.. نصائح لتجنب الإصابات اليومية
تؤكد الدكتورة دوا على أهمية اتخاذ خطوات وقائية للحد من احتمالات الإصابة بارتجاج المخ، مثل ارتداء الخوذ أثناء ركوب الدراجة، وتوفير بيئة منزلية آمنة لكبار السن لضمان عدم تعرضهم للسقوط. كما تنصح باستخدام معدات الحماية خلال ممارسة الرياضات التي تتطلب احتكاكًا جسديًا، والتأكد من معرفة محيط الشخص لتجنب الاصطدام غير المتوقع.
تكرار الإصابات وآثار ارتجاج المخ على المدى الطويل
ترى الصحة العالمية أن ارتجاج المخ لا يقتصر على آثاره المباشرة، بل قد يؤدي تكرار الإصابة إلى أضرار عصبية خطيرة، مثل الخرف، ومشاكل في الذاكرة، واضطرابات النوم على المدى الطويل. ولذا، تنصح الدكتورة دوا بضرورة التوجه للكشف الطبي بعد أي حادث مسبب، وأخذ قسط كافٍ من الراحة لتجنب تداعيات صحية قد تؤثر على حياة المصاب.
مشاكل صحية وتعليمية مرتبطة بتكرار الارتجاج
يُعتبر الارتجاج المتكرر من الأسباب التي قد تؤدي إلى تدهور في الأداء العقلي، بما في ذلك ضعف الذاكرة والتعلم، ما قد يؤثر بشكل خاص على الشباب. لذا، توصي منظمة الصحة العالمية بضرورة ارتداء الأدوات الوقائية وممارسة الرياضة بشكل آمن لتجنب مخاطر ارتجاج المخ، وحماية الصحة العصبية والإدراكية على المدى البعيد.
ويمثل ارتجاج المخ تحدياً صحياً يتطلب وعيًا مجتمعيًا بأهمية الوقاية والتعامل الحذر مع الإصابات، خاصةً في البيئة الرياضية، وفي المنزل للأشخاص كبار السن.