قال الدكتور محمد عبد الوهاب، أستاذ جراحة وزراعة الكبد بكلية الطب جامعة المنصورة، ورئيس المنظمة الدولية للجراحة والجهاز الهضمي والأورام، إن الكبد الدهني أو التليف الكبدي الدهني هو تراكم الدهون داخل خلايا الكبد.
وأوضح “عبد الوهاب” في تصريح خاص لـ “شهد” أن هذه الحالة تنقسم إلى نوعين رئيسيين هما الكبد الدهني غير الكحولي والكبد الدهني الكحولي، لافتًا إلى أن حالات الكبد الدهني في العالم، غالبًا ما تكون بسبب العوامل الغذائية ونمط الحياة، بالإضافة إلى أمراض مثل السمنة ومرض السكري من النوع الثاني.
أعراض الكبد الدهني
وأشار إلى أن الكبد الدهني لا يظهر له أعراض في مراحله المبكرة، ومع تطور الحالة، يمكن أن تظهر بعض الأعراض مثل ألم في الجزء العلوي من البطن (أسفل الأضلاع)، والإرهاق العام دون سبب واضح، وفقدان الوزن دون تغيرات واضحة في النظام الغذائي أو النشاط البدني.
وأضاف أستاذ جراحة وزراعة الكبد أن من بين الأعراض أيضًا اصفرار الجلد والعينين، وهو ما يحدث في الحالات المتقدمة إذا تطور المرض إلى تليف كبدي، لافتًا إلى أن من بين الأعراض الأخرى تضخم الكبد، أثناء الفحص البدني وضعف الشهية.
تشخيص الكبد الدهني
وقال إنه لتشخيص الكبد الدهني يمكن اتباع عدة طرق، من بينها الفحص السريري خاصة عندما يشكو المريض من أعراض غير محددة مثل التعب أو الألم في البطن، كما تشمل التحاليل المخبرية اختبار وظائف الكبد التي قد تظهر مستويات مرتفعة من الإنزيمات الكبدية مثل ALT (ألانين أمينوترانسفيراز) وAST (أسبارتات أمينوترانسفيراز).
وأوضح أنه يجب أيضًا عمل تحليل مستوى الدهون في الدم، حيث تساعد مستويات الدهون الثلاثية والكوليسترول في تحديد المخاطر المرتبطة بالكبد الدهني. كما يُستخدم التصوير بالموجات فوق الصوتية (السونار) لتحديد مدى تراكم الدهون في الكبد، وكذلك التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) أو التصوير المقطعي المحوسب (CT) للحصول على صورة دقيقة للحالة. في بعض الحالات، يتطلب الأمر إجراء خزعة من الكبد لتحديد درجة تلف الكبد مثل التليف أو الالتهاب.
علاج الكبد الدهني
وأضاف أنه لعلاج الكبد الدهني يجب السيطرة على الأسباب الأساسية وتحسين نمط الحياة عن طريق تعديل النظام الغذائي وتقليل الوزن، وهو يعد من أهم العوامل في علاج الكبد الدهني، كما أنّ فقدان حوالي 5-10% من الوزن يساعد في تقليل تراكم الدهون في الكبد.
وأوضح أنه يجب اتباع نظام غذائي صحي يشمل تناول الأطعمة الغنية بالألياف، وتقليل الدهون المشبعة، والسكريات المضافة، والتركيز على تناول الخضروات والفواكه والبروتينات النباتية أو الحيوانية بشكل معتدل، مع الابتعاد عن الأطعمة الدهنية والمقلية لأنها تزيد من تراكم الدهون في الكبد، كما يجب التقليل من تناول الكحول.
ونصح بممارسة التمارين الرياضية مثل المشي أو السباحة لمدة 150 دقيقة أسبوعيًا، ما يساعد في تقليل الوزن وتحسين وظائف الكبد، كما أكد على ضرورة مراقبة وعلاج مرض السكري من النوع الثاني، إذ يساهم التحكم في مستوى السكر في الدم في تقليل مضاعفات الكبد الدهني، بالإضافة إلى خفض مستويات الكوليسترول والدهون، ولكن يجب أن يتم ذلك تحت إشراف الطبيب.