أظهرت دراسة حديثة أجريت في مستشفى الأطفال بلوس أنجليس أن نظاماً غذائياً مستوحى من الصيام قد يكون المفتاح لتحسين وظائف الكلى لدى المصابين بمرض الكلى المزمن. ويهدف هذا النظام إلى محاكاة الفوائد البيولوجية للصيام دون الحاجة إلى الامتناع الكامل عن الطعام، ما يقدم خياراً غير دوائي آمناً وفعالاً لإبطاء تدهور الكلى.
تأثير إيجابي للنظام الغذائي المحاكي للصيام
تم نشر نتائج الدراسة في دورية Science Translational Medicine، حيث أوضح الباحثون أن النظام الغذائي المحاكي للصيام يعتمد على خفض السعرات الحرارية والملح والدهون لفترات قصيرة ومتقطعة، ما يحفز الجسم على إحداث تغييرات إيجابية شبيهة بتلك الناتجة عن الصيام التقليدي. وأظهر البحث أن تطبيق هذا النظام يمكن أن يساهم في إعادة برمجة خلايا الكلى وتحفيز تجديد وظائفها الحيوية، مما يقلل من تدهور الأنسجة ويُعزز قدرة الكلى على تصفية السموم.
نتائج مبشرة على الفئران والبشر
استندت الدراسة إلى اختبارات أجريت على نماذج حيوانية، حيث أظهرت الفئران التي خضعت للنظام الغذائي المحاكي للصيام تحسناً ملحوظاً في وظائف الكلى، وانخفاضاً في تلف الأنسجة. كما أجرى الفريق تجربة تجريبية شملت 13 مريضاً يعانون من القصور الكلوي، ووجدوا أن النظام ساعد في تقليل فقدان البروتين في البول وتحسين وظائف الأوعية الدموية مقارنة بالمرضى الذين لم يتبعوا هذا النظام.
أمل جديد لمرضى الكلى
وفقاً للباحثين، يعد فقدان خلايا الكلى المستمر سبباً رئيسياً في تقدم مرض الكلى المزمن إلى مراحل متقدمة تتطلب غسيل الكلى أو زراعة الكلى. ولكن النظام الغذائي المستلهم من الصيام يمكن أن يغير مسار هذا التدهور عبر تعزيز تجديد خلايا الترشيح الكلوي. إضافةً إلى ذلك، يوفر النظام إمكانية تقليل الاعتماد على العلاجات الدوائية، ما يفتح آفاقاً واعدة لتحسين جودة حياة المرضى.
وتشير النتائج إلى أن التغذية الموجهة قد تكون سبيلاً جديداً وواعداً في علاج مرضى الكلى المزمن، مع توفير بدائل غير دوائية تساعد في الحفاظ على صحة الكلى وتحسين وظائفها.