تعد ضغوط العمل من الظواهر الشائعة في المجتمعات الحديثة، حيث يواجه العديد من الأفراد تحديات كبيرة بسبب متطلبات العمل العالية والضغط المستمر لتحقيق الأهداف.
قال الدكتور وليد هندي، استشاري الصحة النفسية، إن هذه الضغوط تؤثر بشكل كبير على الصحة النفسية للموظفين وقد تؤدي إلى مجموعة من الاضطرابات النفسية التي تؤثر على الأداء العام وجودة الحياة.

تأثير ضغوط العمل على الصحة النفسية
وأكد أن ضغوط العمل تؤدي إلى مجموعة من التفاعلات النفسية والجسدية السلبية، مشيرًا إلى أن أبرز تأثيراتها تشمل القلق المزمن، التوتر، والاكتئاب، مضيفًا أن الضغوط المستمرة في بيئة العم تجعل الأفراد يشعرون بالعجز والإرهاق، مما يؤدي إلى تدهور حالتهم النفسية وصعوبة في التعامل مع تحديات الحياة اليومية.
اقرأ أيضًا: هل الضغوط النفسية تؤدي للإصابة بالسكري؟
وأوضح الدكتور هندي، أن العمل في بيئات مليئة بالضغوط يؤدي إلى ضعف التوازن بين الحياة الشخصية والمهنية، وهو ما يعمق الشعور بالعزلة الاجتماعية ويزيد من التوتر النفسي، لافتًا إلى أن هذا التوتر المستمر يسبب أيضًا مشاكل صحية جسدية مثل ارتفاع ضغط الدم، واضطرابات النوم، مما يؤثر بشكل مباشر على صحة الأفراد النفسية والجسدية.
أسباب ضغوط العمل
تطرق الدكتور وليد هندي، إلى الأسباب الرئيسية التي تؤدي إلى ضغوط العمل، موضحًا أن هذه الأسباب تختلف من شخص لآخر ولكنها تتضمن بشكل رئيسي الأعباء الثقيلة في العمل، وضيق الوقت، وتدني الرواتب، بالإضافة إلى التوقعات العالية من المديرين، وصعوبة التوازن بين العمل والحياة الشخصية، مضيفًا أنه عندما يشعر الموظف بأن توقعات العمل تتجاوز قدراته أو أن هناك نقصًا في الدعم، فإن ذلك يعزز مشاعر القلق والتوتر.

العلامات التحذيرية لضغوط العمل على الصحة النفسية
وفيما يتعلق بكيفية التعرف على ضغوط العمل وتأثيراتها، أكد الدكتور وليد، أن هناك بعض العلامات التحذيرية التي يجب أن ينتبه لها الأفراد وأرباب العمل، مثل فقدان الدافع للعمل، الشعور بالإرهاق الشديد، وتغيرات في النوم أو الشهية، مضيفًا أنه عند شعور الشخص بالابتعاد عن مهام عمله بشكل تدريجي أو فقدان الرغبة في التفاعل مع زملائه، فإن هذه قد تكون إشارات على وجود ضغوط نفسية خطيرة تتطلب التدخل.
اقرأ أيضًا: دعم الصحة النفسية للأطفال.. إليك الأساليب الفعالة لتعزيز الراحة النفسية وتحقيق التوازن
كيفية التخفيف من ضغوط العمل
وأوصى بضرورة تخصيص وقت للاسترخاء وممارسة الأنشطة التي تساعد على التخلص من التوتر، مثل الرياضة أو التأمل، إذ يجب أن يتعلم الأفراد كيفية تنظيم وقتهم بشكل أفضل، وأن يحددوا أولوياتهم بشكل دقيق، مشيرًا إلى أن البحث عن الدعم النفسي من خلال الاستشارة النفسية قد يكون ضروريًا في بعض الحالات.

كما أضاف أن بيئة العمل يجب أن تشجع على التواصل المفتوح بين الموظفين والمديرين، وأنه يجب أن يتم تقديم دعم نفسي من قبل الشركات لمساعدة الموظفين في التعامل مع الضغوط النفسية التي قد يتعرضون لها، إذ إن الشركات التي توفر برامج دعم نفسي فعالة تتمتع بمستوى أعلى من الإنتاجية والرضا الوظيفي بين موظفيها.