في عصر التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي، أصبحنا محاطين يوميًا بكم هائل من الأخبار، منها ما هو مفرح، ومنها ما هو محبط أو مؤلم، لكن هل فكرت يومًا في تأثير مشاهدة الأخبار السلبية بشكل مفرط على صحتك النفسية؟، شهد يسعرض التفاصيل خلال التقفرير التالي:
تشير الأبحاث إلى أن التعرض المستمر للأخبار السلبية، خاصة الأخبار التي تتضمن صورًا ومقاطع فيديو صادمة، قد يكون له تأثير كبير على الصحة النفسية ويزيد من مستويات القلق والتوتر.
الأخبار السلبية تؤثر على التفكير الإيجابي
تشير الدراسات إلى أن متابعة الأخبار السلبية بشكل مستمر قد تؤدي إلى انخفاض القدرة على التفكير الإيجابي، ففي دراسة أجريت عام 2021، أظهرت النتائج أن قضاء بضع دقائق فقط يوميًا في قراءة أخبار جائحة كورونا كفيلة بتدمير الشعور بالتفاؤل لدى الشخص.
كما يلاحظ الباحثون أن الفضول البشري حول الأحداث المروعة، مثل الحروب أو الكوارث الطبيعية، يجعل الناس ينجذبون بشكل أكبر إلى مشاهدة الأخبار السلبية، الأمر الذي يمكن أن يكون ضارًا إذا تم ممارسته بشكل مفرط.
لماذا لا يمكننا التوقف عن متابعة الأخبار السلبية؟
تتمثل إحدى الظواهر النفسية المرتبطة بمشاهدة الأخبار السلبية في ما يُسمى بـ “التصفح المهلك”، هذا المصطلح يشير إلى سلوك الشخص الذي يجد نفسه عالقًا في البحث عن المزيد من الأخبار السلبية بمجرد مشاهدة واحدة، سواء للتحقق من صحة الخبر أو للحصول على مزيد من التفاصيل.
يسبب هذا التصفح المستمر مستويات عالية من التوتر والقلق، وقد يمتد تأثيره السلبي طوال اليوم، حتى بعد إغلاق التلفاز أو الهاتف، وفقًا لدراسات علمية، فإن هذه العادة يمكن أن تؤدي إلى مشاكل صحية مزمنة على المدى الطويل.
كيف تحمي صحتك النفسية من تأثير الأخبار السلبية؟
لحسن الحظ، هناك عدة طرق يمكن من خلالها الحد من تأثير مشاهدة الأخبار السلبية على صحتك النفسية، إليك بعض النصائح التي يوصي بها الخبراء:
تجنب الصور والفيديوهات الصادمة
وفقًا لناتالي كراه، العضوة في الرابطة المهنية لعلماء النفس الألمان، يجب الابتعاد عن مشاهدة الأخبار المصورة والمقاطع الفيديو المزعجة، لأنها تثير مشاعر سلبية أكبر من الأخبار المكتوبة.
التواصل مع المقربين
من المهم مشاركة الأخبار السيئة مع الأصدقاء والعائلة، حيث أن هذا يمكن أن يخفف من المشاعر السلبية ويعزز الدعم النفسي في أوقات الضغط.
تساؤل عن دوافع الأخبار
يجب أن تكون حذرًا في تقييم الأخبار التي تتابعها. في بعض الأحيان، تُنشر الأخبار لأغراض سياسية أو اجتماعية معينة، كما كان الحال في الجدل حول لقاحات كورونا، ما يجعل متابعة هذا النوع من الأخبار مرهقًا ويؤثر سلبًا على الصحة النفسية.
كيف تؤثر على العلاقات والصحة النفسية؟
من المشاكل الأخرى التي تضاف إلى تأثير الأخبار السلبية، هي التضارب في الآراء حول مواضيع حساسة مثل السياسة أو الأحداث العالمية. يحدث هذا التضارب بشكل شائع بين أفراد الأسرة أو الأصدقاء، ما يؤدي إلى مشاحنات وتوترات قد تؤثر سلبًا على العلاقات والصحة النفسية.
لحل هذه المشكلة، توصي ناتالي كراه بالابتعاد عن النقاشات السياسية الحادة التي قد تثير الانقسام. بالإضافة إلى ذلك، يجب أن تكون مستعدًا للاعتراف بالأخطاء والتعامل مع الخلافات بروح من التسامح. وإذا استمر النقاش في التأثير سلبًا على صحتك النفسية، يُفضل الانسحاب منه للحفاظ على هدوء أعصابك.
كيف تحافظ على صحتك النفسية في عصر الأخبار السلبية؟
إن مشاهدة الأخبار السلبية بشكل مفرط يمكن أن يكون له تأثيرات خطيرة على صحتك النفسية، من القلق المستمر إلى ضعف القدرة على التفكير بشكل إيجابي. لحماية صحتك النفسية، من الضروري اتخاذ خطوات للحد من تأثير هذه الأخبار، مثل تجنب الصور الصادمة، والتواصل مع المقربين للحصول على الدعم النفسي، والتساؤل عن دوافع الأخبار التي تتابعها. فالصحة النفسية هي مسؤوليتك، ومن خلال اتخاذ بعض التدابير الوقائية، يمكنك الحفاظ على راحة بالك في ظل تدفق الأخبار اليومية.