في ظل التطورات السريعة في مجال الطب الحديث، لا تزال الآثار الجانبية للأدوية تشكل تحديات كبيرة، وقد أسفرت بعض الأدوية على مر العقود عن كوارث صحية تسببت في أضرار جسيمة، بما في ذلك التشوهات الخلقية والإصابات الخطيرة.
وبعد اكتشاف الأضرار الجانبية لأدوية معينة، تعرضت شركات الأدوية الكبرى لسلسلة من الدعاوى القضائية، وخاصة في الولايات المتحدة، نتيجة الأعراض الكارثية التي خلفتها تلك الأدوية.
لقاحات جديدة لمواجهة سلالات متحورة
لا يزال الجدل حول اللقاحات قائمًا، خاصة بعد إعلان شركة “فايزر” عن لقاحها الجديد لموسم خريف/ شتاء 2024-2025.
يستهدف اللقاح سلالات جديدة من فيروس كورونا، بما في ذلك سلالة KP.2، بينما تركز شركة “نوفافاكس” على سلالة JN.1. ومع اختلاف السلالات المستهدفة، يبقى السؤال حول فعالية اللقاحات وأمانها موضوع نقاش واسع.
فضائح الأدوية الكارثية
في أواخر الخمسينيات، تم تسويق دواء “ثاليدومايد” في ألمانيا كعلاج لمشاكل النوم والقلق وغثيان الحمل، ولكن خلال فترة قصيرة، بدأت تظهر حالات تشوهات خلقية مروعة لدى الأطفال المولودين من أمهات تناولن الدواء، إذ تسببت المادة الفعالة في عدم اكتمال نمو الأطراف.
ونتيجة لذلك، تم سحب الدواء من الأسواق بعد تسببه في إصابة نحو 10,000 إلى 20,000 طفل حول العالم.
ثنائي إيثيل ستيلبسترول: آثار ممتدة لأجيالفي الفترة من الأربعينات إلى السبعينات، تم وصف “ثنائي إيثيل ستيلبسترول” كوقاية من الإجهاض وتعزيز صحة الحمل.
ومع اكتشاف ارتباطه بحالات تشوهات خلقية وسرطان نادر لدى الفتيات اللاتي تعرضن للدواء في الأرحام، اتسع نطاق الأضرار ليشمل الأجيال اللاحقة، مما أدى إلى سحب الدواء تدريجيًا وإعادة النظر في أنظمة الرقابة الدوائية.
أكيوتان: علاج حب الشباب الذي جلب معه مخاطر الحملطرح عقار “إكيوتان” في الثمانينات كعلاج فعال لحب الشباب، إلا أنه سرعان ما تبين أن له آثارًا جانبية خطيرة عند استخدامه من قبل الحوامل، بما في ذلك تشوهات خلقية شديدة.
أجبرت هذه الكوارث شركات الأدوية على وضع بروتوكولات صارمة لتجنب استخدام الدواء خلال الحمل.
عواقب قانونية وخطوات إصلاحية
مع توالي الفضائح المتعلقة بالأدوية، واجهت شركات الأدوية دعاوى قضائية عديدة، انتهت بعضها بتسويات مالية ضخمة لتعويض الضحايا، بالإضافة إلى فرض إجراءات تنظيمية أكثر صرامة لتحسين نظام تقييم الأدوية، لضمان سلامة المرضى والحد من تكرار الكوارث الطبية.
إجراءات جديدة للرقابة على الأدوية
دفعت هذه الفضائح إلى تطوير لوائح جديدة، تتضمن اشتراطات صارمة لإجراء اختبارات الأمان على الأدوية، خاصة تلك التي تستهدف الحوامل، مع التركيز على تعزيز الشفافية وتحسين التواصل بين المرضى والأطباء.