كشفت دراسة حديثة أجراها مستشفى هيوستن ميثوديست أن استهداف العصب الأنفي الخلفي يساهم بشكل كبير في تحسين فعالية العلاج بالتبريد والترددات الراديوية لالتهاب الأنف المزمن، ما يفتح أفقًا جديدًا لعلاج المرضى الذين لم يحققوا نتائج ملحوظة سابقًا.
ويرصد موقع شهد الضوء على تقنيات علاجية غير جراحية تشكل بديلاً فعالًا للعمليات التقليدية في حالات التهاب الأنف.
تحسين فعالية علاج التهاب الأنف المزمن عبر استهداف العصب المخفي
أوضحت الدراسة التي نُشرت في مجلة “لارينجوسكوب إنفيستيغاتيف أوتولارينجولوجي” أن استهداف العصب الأنفي الخلفي، وهو عصب مخفي في بعض الحالات بسبب اختلافات تشريحية، يمكن أن يعزز من نجاح العلاجات الموجهة لالتهاب الأنف المزمن.
وتشير النتائج إلى أن هذه العلاجات التي تُجرى في بيئات طبية محكمة التحكم قد ساعدت المرضى الذين لم يستجيبوا للعلاجات التقليدية.
يقول الدكتور عمر أحمد، الباحث الرئيسي في الدراسة، إن هذه التقنيات تُعد بديلاً آمنًا وفعّالًا، ما يقلل من الحاجة إلى الخيارات الجراحية للمرضى الذين يعانون أعراض التهاب الأنف المزمن الشديدة، مثل سيلان الأنف المتكرر والاحتقان.
التقنيات المتقدمة لعلاج التهاب الأنف
خلال السنوات الأخيرة، ظهرت تقنيات العلاج بالتبريد “ClariFix®” والعلاج بالترددات الراديوية “RhinAer™” كحلول فعالة وغير جراحية لعلاج أعراض التهاب الأنف المزمن، من سيلان الأنف والتنقيط الأنفي الخلفي إلى الاحتقان والعطس المتكرر.
وبحسب النتائج، فقد شهد 70% من المرضى تحسنًا ملحوظًا، بينما لم يستجب 30% منهم بسبب الفروقات التشريحية.
ويضيف الدكتور أحمد أن الدراسة أوضحت أن التركيب التشريحي المختلف لبعض المرضى كان أحد أسباب فشل العلاجات لدى البعض، مما دفع فريق البحث إلى تعديل التقنيات العلاجية لتشمل مناطق معينة في تجويف الأنف قد تكون مخفية.
تخصيص التقنية وفق الاختلافات التشريحية
أجرى فريق الدراسة بقيادة الدكتور أحمد ود. ماس تاكاشيما، أبحاثًا إضافية شملت فحوصات التصوير المقطعي المحوسب “CT scans” لتحديد الاختلافات التشريحية التي تؤثر في نجاح العلاج. ووجدوا أن العصب الأنفي الخلفي، الذي يقع خلف المحارة الأنفية الوسطى، قد لا يصل إليه العلاج التقليدي، ولذا تم تعديل التقنيات لاستهداف هذا العصب بدقة.
تؤكد النتائج اللاحقة أهمية تكييف أساليب العلاج بناءً على التشريح الفردي للمرضى، وتسلط الضوء على أهمية إجراء دراسات متابعة لضمان النجاح العلاجي، وقد قدّم فريق البحث نتائجه لأول مرة في اجتماع الجمعية الأمريكية لطب الأنف في عام 2022، مما أكسبهم اهتمامًا واسعًا من أطباء الأنف في الولايات المتحدة الذين يتطلعون إلى تحسين نتائج علاج التهاب الأنف المزمن.